في أزمة مائية غير مسبوقة تضرب اليمن، تشهد أحياء عدن معاناة غير مسبوقة، حيث يستغيث السكان ويختنقون عطشاً. 15 يوماً كاملة مرت بدون قطرة ماء واحدة، ليعيش 50 ألف مواطن في كريتر السبعة كابوس العطش، وسط ارتفاع جنوني في أسعار صهاريج المياه وصعوبة الحصول على مياه الشرب. كل ساعة تأخير قد تعني وفيات جديدة، في أزمة تُعتبر من أكبر الكوارث الإنسانية التي تعصف بهذه الأحياء.
ويقول محمد الكريتري، سائق تاكسي: "أطفالي يسألونني متى سيعود الماء ولا أعرف ماذا أقول." النساء والأطفال يضطرون لحمل الجرادل إلى مناطق بعيدة، بينما يحذر خبراء المياه مثل د. أحمد الحضرمي من كارثة صحية محتملة إذا استمر الانقطاع. أزمة المياه، الممتدة منذ أعطال شبكات المياه بعد حصار 2015، تتفاقم الآن بفعل الوضع الاقتصادي المتدهور وضعف البنية التحتية.
الأزمة ألقت بظلالها على الحياة اليومية بالكامل، فاضطر السكان لتعديل روتينهم اليومي، وأصبح أصحاب الصهاريج كأبو سالم "أبطالاً غير متوقعين" في توفير المياه بأسعار مخفضة، بينما يستمر الخوف من تكرار أزمات سابقة. ومع استمرار هذه المأساة، تتواصل دعوات عاجلة للحكومة والمجتمع الدولي للتدخل قبل أن تتحول الكارثة الإنسانية إلى مأساة أكبر.