الرئيسية / من هنا وهناك / عاجل: دكتور يكشف كيف أصيب شاب ملتزم بالإيدز من صالون الحلاقة... الشبة الملعونة!
عاجل: دكتور يكشف كيف أصيب شاب ملتزم بالإيدز من صالون الحلاقة... الشبة الملعونة!

عاجل: دكتور يكشف كيف أصيب شاب ملتزم بالإيدز من صالون الحلاقة... الشبة الملعونة!

نشر: verified icon رغد النجمي 15 سبتمبر 2025 الساعة 10:05 صباحاً

في لحظة لا تستغرق أكثر من 30 ثانية، تحولت حياة شاب ملتزم من زيارة اعتيادية لصالون الحلاقة إلى كابوس مدى الحياة مع فيروس الإيدز. الجاني؟ قطعة صغيرة من الشبة البيضاء التي بدت بريئة تماماً، لكنها كانت تحمل الموت في طياتها. وبينما يزور أكثر من 500 ألف رجل صالونات الحلاقة يومياً في دولنا العربية، لا يدرك 95% منهم أنهم قد يلعبون لعبة الروليت الروسية مع أرواحهم.

كشف الدكتور طلال المحيسن عن التفاصيل المرعبة لهذه الحالة الاستثنائية، حيث وصل أحمد الطاهر، موظف المحاسبة البالغ من العمر 28 عاماً، إلى صالون الحلاقة المعتاد الذي يرتاده منذ 5 سنوات. "كان شاباً ملتزماً، لا يدخن ولا يشرب، يصلي في المسجد ويحضر لزواجه قريباً"، يروي د. المحيسن وقد اعتصر الألم قلبه. تعرض أحمد لجرح بسيط أثناء الحلاقة، فأسرع الحلاق بغمس قطعة الشبة في الجرح لوقف النزيف، غير مدرك أن هذه الشبة نفسها استُخدمت لعشرات الزبائن قبله، وأن إحداها كانت ملوثة بفيروس قاتل.

المأساة الحقيقية تكمن في أن هذه الحادثة ليست معزولة، بل تمثل جبل الجليد الذي نرى قمته فقط. د. ليلى العتيبي، خبيرة الأمراض المعدية التي تدير حملة توعية في 50 صالوناً شهرياً، تحذر قائلة: "ما اكتشفناه يعني أن آلاف الحالات قد تكون موجودة دون تشخيص". وتربط الخبيرة هذا الانتشار الصامت بضعف الرقابة الصحية وغياب التدريب المناسب للحلاقين، مشيرة إلى أن صالونات الحلاقة تحولت إلى "مختبرات عدوى" بدلاً من أماكن العناية الشخصية. تاريخياً، شهدت البشرية انتشار الكوليرا في القرن التاسع عشر بسبب إهمال النظافة، واليوم نشهد نفس السيناريو مع الإيدز في أماكن نعتبرها آمنة.

التأثير لا يقف عند الضحية وحدها، بل يمتد ليشمل دائرة واسعة من الأشخاص. خديجة، خطيبة أحمد، تروي معاناتها: "اكتشفنا الإصابة صدفة أثناء الفحص الطبي قبل الزواج، انهار عالمي بالكامل". أما خالد المنصوري، الحلاق صاحب خبرة 20 عاماً، فيعترف بصراحة مؤلمة: "كنا نستخدم نفس الشبة لعشرات الزبائن يومياً، لم نكن نعرف أننا نحمل الموت في أيدينا". هذا الجهل القاتل يكلف المجتمع أثماناً باهظة، حيث تقدر التكلفة الطبية لعلاج مريض إيدز واحد بأكثر من 200 ألف ريال سنوياً، ناهيك عن التكلفة النفسية والاجتماعية التي لا تُقدر بثمن.

اليوم، وبينما تتناقل وسائل التواصل الاجتماعي هذه القصة المأساوية، يقف المجتمع أمام مفترق طرق حاسم. يمكننا اختيار طريق الإنكار والاستمرار في المخاطرة بحياة أبنائنا، أو يمكننا اتخاذ إجراءات جذرية لضمان أن تكون صالونات الحلاقة أماكن آمنة حقاً. الحل يبدأ بك: تأكد من تعقيم الأدوات أمامك، اطلب أدوات جديدة، واسأل عن شهادة السلامة الصحية. وقبل زيارتك القادمة لصالون الحلاقة، اسأل نفسك هذا السؤال الحاسم: هل يستحق شعرك المرتب أن تراهن بحياتك من أجله؟

شارك الخبر