في تطور مناخي مفاجئ يهدد ملايين اليمنيين، أعلن المركز الوطني للأرصاد حالة إنذار عاجلة مع توقع ضرب عاصفة رعدية شديدة لـ15 محافظة يمنية خلال الـ24 ساعة القادمة فقط. ثلاثة أرباع الأراضي اليمنية - مساحة تعادل المملكة المتحدة بأكملها - ستكون تحت رحمة السماء الغاضبة، في حدث جوي لم تشهده البلاد منذ عقود.
أحمد الحديدي، مزارع من محافظة إب البالغ من العمر 45 عاماً، يراقب السماء المتلبدة بقلق شديد وهو يتذكر كارثة العام الماضي: "رأيت محصول 20 عاماً يختفي أمام عيني خلال ساعات، والآن السماء تبدو أكثر غضباً". الخبراء في المركز الوطني يؤكدون أن هذه الموجة الجوية تحمل خطورة استثنائية، حيث ستشمل الأمطار الرعدية الشديدة 8 محافظات رئيسية بينما ستتأثر 7 محافظات أخرى بأمطار متفرقة مصحوبة بالرعد المدوي.
الوضع الحالي يستدعي مقارنته بكارثة أمطار عام 2020 التي أودت بحياة العشرات ودمرت آلاف المنازل، لكن خبراء الأرصاد يحذرون من أن الوضع الحالي قد يكون أشد فتكاً. د. فاطمة الأهدل، خبيرة الأرصاد الجوية، تعمل على مدار الساعة لتحديث التوقعات: "التيارات الجوية القادمة من المحيط الهندي مختلفة هذه المرة، والتضاريس الجبلية في اليمن ستجعل السيول تتحرك بسرعة القطار السريع عبر الأودية الضيقة". المركز الوطني حدد المناطق الأكثر خطورة وهي حجة، المحويت، ريمة، إب، تعز، الضالع، لحج، وأبين، بالإضافة إلى أجزاء من السواحل الغربية وسهل تهامة.
آلاف العائلات اليمنية تعيش الآن ساعات قلق حقيقية، خاصة في المناطق الجبلية حيث تهدد الانهيارات الصخرية والطينية حياة السكان. سالم القحطاني، سائق شاحنة مخضرم، يروي تجربته المرعبة: "رأيت السيول تبتلع السيارات أمام عيني العام الماضي، والصوت لا يزال يطن في أذني حتى اليوم". المخاوف تتزايد مع توقع انقطاع الطرقات الرئيسية، وتعطل الحركة التجارية، وإغلاق المدارس في عدة محافظات. المزارعون يقفون بين نارين: الأمل في إنقاذ محاصيلهم من الجفاف، والخوف من دمارها بالسيول الجارفة.
الساعات القادمة ستكون حاسمة في تحديد مصير ملايين اليمنيين، والمركز الوطني للأرصاد يدعو جميع المواطنين لاتخاذ أقصى درجات الحذر وتجنب التواجد في مجاري السيول. النصيحة الذهبية: ابقوا في منازلكم، تابعوا النشرات الجوية باستمرار، واستعدوا لأسوأ السيناريوهات. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل أنت مستعد لمواجهة غضب السماء؟ الوقت ينفد والخطر يقترب بسرعة البرق!
