شهدت أسواق الصرافة في اليمن تباينات صادمة في قيمة الريال اليمني، حيث يُتداول الدولار الأمريكي في عدن بأسعار تزيد ثلاثة أضعاف عن أسعاره في صنعاء خلال تداولات الأسبوع الجاري من سبتمبر 2025.
وبحسب بيانات مكاتب الصرافة الرئيسية، بلغ سعر شراء الدولار الأمريكي في العاصمة المؤقتة عدن 1617 ريالاً مقابل سعر بيع 1632 ريالاً، بينما انخفض إلى مستويات 535 ريالاً للشراء و540 ريالاً للبيع في العاصمة صنعاء. هذا التباين الهائل يعكس عمق الانقسام الاقتصادي بين مناطق السيطرة المختلفة في البلاد.
وتُظهر المقارنة أن المواطن في عدن يحتاج إلى دفع مبلغ يزيد عن ثلاثة أضعاف ما يدفعه نظيره في صنعاء للحصول على الدولار الواحد، الأمر الذي يخلق تحديات اقتصادية جمة للمواطنين والتجار في المحافظات الجنوبية والشرقية.
كما سجل الريال السعودي تبايناً مماثلاً، حيث وصل سعر شراؤه في عدن إلى 425 ريالاً يمنياً مقابل 428 ريالاً للبيع، في حين استقر في صنعاء عند مستوى 140 ريالاً للشراء و140.5 ريالاً للبيع. هذا الفارق الشاسع يجعل تكلفة العملات الأجنبية في مناطق الحكومة الشرعية أضعاف مثيلتها في مناطق سيطرة جماعة الحوثيين.
وتشير المصادر المصرفية إلى أن هذه الفجوة الكبيرة في أسعار الصرف تعود إلى عوامل متعددة، منها اختلاف السياسات النقدية المتبعة في المنطقتين، وتباين مستويات الاحتياطي النقدي الأجنبي المتاح لكل سلطة، إضافة إلى تأثير الحصار والقيود المفروضة على التحويلات المالية بين المناطق المختلفة.
وكان الريال اليمني قد شهد تقلبات عنيفة خلال الفترة الماضية، حيث فقد نحو 50% من قيمته بين عامي 2023 و2025، بعدما كان يتراوح سعر صرف الدولار بين 1000-1200 ريال في عام 2023، ووصل ذروة انهياره في يوليو 2025 عند مستوى 2800 ريال للدولار الواحد قبل أن يتحسن تدريجياً بفضل إجراءات البنك المركزي اليمني.
ويواجه المواطنون في مناطق الحكومة الشرعية تحديات معيشية إضافية نتيجة هذا التباين الحاد في أسعار الصرف، حيث تؤثر التكلفة المرتفعة للعملات الأجنبية على أسعار السلع المستوردة والخدمات الأساسية، مما يزيد من معاناتهم الاقتصادية في ظل استمرار الأزمة الإنسانية.
وتتسم أسعار الصرف في كلا المنطقتين بالتقلب المستمر خلال ساعات التداول اليومية، مما يتطلب من المتعاملين متابعة التحديثات بشكل مستمر قبل إجراء أي معاملات مالية لتجنب الخسائر المحتملة في ظل هذه الظروف الاقتصادية الاستثنائية التي تشهدها البلاد.