في تطور عاجل يبعث الأمل في قلوب الملايين، أعلنت الخطوط الجوية اليمنية إعادة جدولة 100% من رحلات يوم الاثنين 8 ديسمبر عقب استئناف العمل رسمياً بمطار عدن لأول مرة منذ سنوات من التوقف المتقطع. هذا القرار التاريخي يضع آلاف المسافرين في حالة ترقب مشوبة بالقلق، بينما تمر الساعات دون إعلان المواعيد النهائية للرحلات المعاد تنظيمها.
وفي تصريح حصري، أكد حاتم الشعبي، الناطق الرسمي باسم الخطوط الجوية اليمنية، أن الشركة ستقوم بإشعار المسافرين ووكلاء السفر بمواعيد الرحلات فور اعتمادها نهائياً، داعياً المسافرين لمتابعة التحديثات الرسمية عبر القنوات المعتمدة. في الوقت نفسه، تعمل فاطمة المهري، موظفة في إحدى شركات السفريات، ليل نهار لإعادة ترتيب حجوزات العملاء وسط صوت رنين الهواتف المتواصل والاستفسارات المقلقة من المسافرين.
يأتي هذا الإعلان بعد عقد كامل من المعاناة شهدها الطيران المدني اليمني منذ بداية الحرب في 2015، حيث عانى مطار عدن من توقف متقطع أثر على أكثر من 30 مليون يمني محروم من السفر الآمن. ويؤكد د. محمد الحضرمي، خبير الطيران المدني، أن استئناف العمل بمطار عدن يمثل نقطة تحول حيوية للاقتصاد اليمني، مشبهاً الوضع بـ"عملية إنعاش لمريض في غرفة الطوارئ - بطيئة ولكن ضرورية للحياة".
وبينما يجلس أحمد العدني، رجل الأعمال في الأربعينات، في صالة انتظار المطار يتنهد بقلق وهو يفكر في رحلته العاجلة لعلاج والدته في الهند، تنتشر رائحة القهوة من كافيتريا المطار وأصوات الإعلانات المتكررة التي تطلب من المسافرين الصبر. هذا المشهد يتكرر في جميع أنحاء المطار حيث تظهر شاشات المغادرة عبارة "معاد الجدولة" بجانب أرقام الرحلات، بينما تعكس وجوه المسافرين مزيجاً من الأمل المحذور والقلق المبرر من تجارب سابقة مؤلمة.
يمثل استئناف العمل بمطار عدن فرصة ذهبية لانتعاش الاقتصاد الجنوبي وتسهيل سفر المرضى للعلاج ولم شمل العائلات المنفصلة منذ سنوات. لكن السؤال الذي يؤرق الجميع يبقى معلقاً في أذهان الملايين: هل سيصمد هذا الأمل الهش أمام تحديات الواقع اليمني المعقد وتقلبات الوضع الأمني التي قد تعيد عقارب الساعة للوراء مرة أخرى؟
