تعد المدرجات الزراعية في اليمن شاهداً حضارياً فريداً يجسد براعة الإنسان اليمني في التعامل مع الطبيعة وتطويعها لخدمته، حيث نجح المزارعون اليمنيون عبر العصور في تحويل سفوح الجبال الشاهقة والوعرة إلى أراضٍ زراعية خصبة.
وتظهر المدرجات الزراعية في مناطق متعددة من اليمن، خاصة في محافظة ريمة ومنطقة بني واقد الجعفرية، حيث تتدرج المساطب الزراعية بشكل هندسي دقيق على امتداد المرتفعات الجبلية، مما يسمح باستغلال كل مساحة ممكنة للزراعة.
وتُعتبر زراعة البن في هذه المدرجات من أهم المحاصيل الزراعية التي اشتهرت بها اليمن، حيث توفر هذه التقنية الزراعية القديمة الظروف المثالية لنمو أجود أنواع البن في العالم.
ويمثل هذا النظام الزراعي الفريد شهادة على عمق الحضارة اليمنية وقدرتها على التكيف مع الظروف الطبيعية الصعبة، حيث استطاع اليمنيون قهر التضاريس وتحويل التحديات الجغرافية إلى فرص إنتاجية، مما جعل هذه المدرجات تحظى باهتمام عالمي كأحد النماذج المتميزة للتنمية المستدامة القائمة على المعرفة التقليدية.
وتلفت الصور التي التقطها المصور علي ناصر الواقدي الأنظار إلى جمال هذه المدرجات التي تبدو وكأنها حدائق معلقة تكسوها الخضرة وتعكس تناغماً فريداً بين الإنسان والطبيعة في مشهد يجمع بين الجمال والإبداع والنفع.




