السبت ، ٢٧ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٠٨ صباحاً

الجنوب يقرر مصيره،والحكومة في صراعٍ مع الذات

صقر منقوش
الخميس ، ٠٦ ديسمبر ٢٠١٢ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
"رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء جنوبي" عبارة اعتبرها الكثير حلًّا للقضية الجنوبية ، القضية الأكثر عدالة والأكثر ظلماً في اليمن، ولكنها من وجهة نظري مجرد نكتة تجلعني أضحك، أو بمعنى أصح مجرد شماعة يعلقون عليها كل مصائبهم.
كنت دائماً أقول إن الشعب الجنوبي في مرحلة الغليان وهاهو اليوم يصل إلى أعلى درجة غليانه في الذكرى الـ45 لعيد نوفمبر المجيد،اليوم الذي جمع الماضي بالحاضر عندما حلقت طائرة اليمدا بعد غياب ما يقارب 15 سنة، حتى وإن كان مجرد مجسَّم ، ولكنها كانت رسالةً واضحة لكل العالم أن شعب الجنوب سئم ومل من خزعبلاتكم التي لن تقدم أو تؤخر في الموقف قيد أنملة .. هذا اليوم الذي خرج واحتشد فيه أبناء الجنوب يطالبون بحقوقهم ويقدِّمون أنفسهم فداءً لوطنهم، كانوا يرددون جملة العيش بكرامة، أو الموت .

أسأل نفسي من الذي أوصلنا إلى هذا الحال؟ ها أنا أشير إليكم يا حكومة الوفاق ألا تروني، لماذا لا تملكون إجابة على سؤالي؟ أم أن السؤال محرج؛ لأنه للأسف أنتم السبب فيه يا من سوف تحلُّون جميع مشاكل الشعب اليمني وقضاياه، يامن نسيتم ضمائركم فوق كراسي الوزارات، يامن بعتم دماء الشهداء من قَبل بمبادرةٍ بصمتم عليها بأصابعكم لتعطوا حصانة لكل من ظلم وقتل واستباح أعراض اليمنيين، والأصح ليس كما قلتم لكي نجنب اليمن حرباً دامية بل لكي تصلوا للسلطة بأي ثمن وهذا ماتجلَّى لنا الآن . ولكني اليوم لا أعاتبكم ولا أذكِّركم بأعمالكم المشينة، بل أعاتب نفسي التي كانت في يوم من الأيام تقول إن هذه الحكومة ستحل قضيتي وقضية صعدة وسوف ترفع من شأن اليمن، آه كم كنت غبيًّا. والآن ماذا بعد، هل تدعون للحوار ؟! الحوار الوطني الذي سوف تجتمعون فيه على طاولة وتحتسون الشاي وتقتسمون كعكة اليمن بينكم، الحوار الذي ستكون فيه ابتسامة الناشطة وصاحبة جائزة نوبل للسلام توكل كرمان التي سبقها شارون بالحصول عليها حاضرة في الحوار ، ولكن لحظة من أنتم لتتحاوروا ؟ أتباع من؟! هل سترضون الشعب، أم أنفسكم؟ هل ستحلُّون المشاكل والقضايا، أم تنتظرون فتاوى علماء الفساد الذين يحرِّمون ويحلِّلون ما يناسبهم؟ هاهو الجنوب يزداد قوة، وهاهم الحوثيون يزدادون انتشاراً ا، وأنتم تزدادون فساداً، ونحن نزداد معرفة بفسادكم ، أتعلمون لماذا؟ لأنكم ساكتون عن الحق، عن الظلم، عن الفساد أو بالأصح ساكتون عن أنفسكم . نصيحتي للجنوبيين من أجل نجاح ثورتكم كونوا أنتم قادةً لثورتكم وحركتكم ولا تعتمدوا على قادةٍ هم السبب فيما يجري لكم اليوم بسبب طيشهم وغبائهم السياسي، هذا من أجل ألًّا تُخذلوا مثل ما خُذِلت و أُجهِضت ثورة الشباب .