الثلاثاء ، ٢٣ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:١٩ مساءً

القضية الجنوبية بين مطرقة الحوار وسندان الحراك

صقر منقوش
الخميس ، ٢٦ ديسمبر ٢٠١٣ الساعة ٠٧:٤٠ مساءً
بعد مرور أكثر من سبعة أشهر على انطلاق مؤتمر الحوار الوطني وآمال الشعب اليمني على مخرجاته ها هي الازمة تشتعل بتوقيع الرئيس على وثيقة حل القضية الجنوبية بدولة اتحادية من ستة أقاليم، فهذا الحل لم يكن المنتظر،ولن يكون مقنعاً أبداً لشعبٍ ثائر، فالبعض شبه هذا الموقف بوثيقة العهد والاتفاق التي كانت سبباً لحرب صيف 94م.

ولكنني أعتقد أن الوضع يختلف كثيراً، فهناك اعتراف دولي ومحلي بالقضية الجنوبية التي تشكل أهم محاور الحوار الوطني وأعقدها ،غير أن الحكومة في الفترة الاخيرة قدمت بعض المبادرات كمدخلٍ لحل القضية الجنوبية ،صحيح أنها لم تكن جذرية وليست كافية ،لكنها تُذكر: كالأراضي التي تم توزيعها على الشباب في عدن ،بالإضافة إلى إعادة بعض القيادات العسكرية الجنوبية إلى وظائفهم ،وتشكيل لجنة لمعالجة قضايا الأراضي في الجنوب، صحيحٌ أن النهب لثروات الجنوب ما زال مستمرًّا من قبل بعض المتنفدين لا داعي لذكر اسمائهم، لكن لو تمعن الجنوبيون قليلاً سيعرفون أن نفس ناهبي الثروات في الجنوب هم أنفسهم من نهب ثروات الشمال وهمش وظلم ابنائها ، وهم أيضاً العلة والعائق في عرقلة حل القضايا في اليمن، لكن ما يحدث الآن مع الأسف أغلبية الجنوبيين يرون أنهم محتلين ويرفضون وينكرون ما قدمته الوحدة من إيجابيات حتى وإن كانت قليلة، ويركزون فقط على السلبيات ،علماً أن الوحدة قامت على شراكة بين دولتين شعبها واحد ، فمن حق الطرف الآخر الدفاع عن الوحدة أيضاً مثلما يحق للجنوبيين المطالبة بفض هذه الشراكة، لكن ما أتمناه من الجنوبيين التركيز على القضية الجنوبية وتقديم الحقائق للعالم والعمل من أجل حلها وإقناع العالم بأن الانفصال هو الحل إذا لزم الأمر،لاالتركيز على الشعارات والمليونيات وأخذ الصور واقتحام مراكز الشرطة والمرافق الحكومية لمجرد رفع العلم فقط لإشباع نزعات الانفصال، لأن الحال إذا استمر هكذا لن نصل إلى حل بل ستصبح القضية الجنوبية قضية ابتزاز، فهناك من يستغل هذه الأحداث لأغراضٍ شخصية وحزبية فتهدر الدماء وتروَّع العائلات .

إن مثل هذه الأحداث تنعكس سلباً على حياة الغلابة في اليمن، فمنهم من يعتمد في رزقه على الأجر اليومي سواء أكان من سائقي الباصات الأجرة ،أو الباعة المتجولين، أو من يسترزقون من السياحة ،ولهذا يكفينا طيش وعبث ،فمن هذه الفئة من يتجه إلى السرقة والبلطجة وابتزاز الناس من أجل الحصول على قوت يومه.

فهل وصلنا لمرحلة هيستيرية ؟ هل ستُسرق الهبة الجنوبية كما سرقت الثورة الشبابية؟ هل سوف يستجيب أبناء الشعب اليمني إلى من يزرع الفتنة المناطقية والطائفية بينهم ؟ هذه الأسئلة إجاباتها تعتمد على ما سوف يشهده الشارع اليمني في الأيام القادمة ولكنني على يقين أن الحل يكمن في التخلص من رؤوس الفساد وركائز النظام السابق الذين نهبوا ثروات اليمن وخلقوا الفجوة والعداء بين فئات المجتمع اليمني شماله وجنوبه.