الحكمة التي أؤمن بها تؤكد أن الشيخوخة والكهولة هي أولا وأخيرا قرار بيد صاحبها، فاختر قرارك بنفسك وعش بحسب قرارك، فربما ترى شابا في عمر التسعين لايلملم أشياءه ضجرا ولايضع عصاة المسافر جانبا، بل يحافظ على كل ما يمكن الحفاظ عليه في روحه من شباب وطفولة وحركة ومرح وطموح ومشاركة بالكلمة والتفكير بكل رصيده من التجربة المشبعة بالحب والمعروف.
يشارك مع الكبار بكل خبرته ويلعب مع الصغار بكل ذكرياته ، وربما تجد كهلا في العشرين يحمل الهم والغم وكل اليأس والعجز بلا حلم ولاطموح ولا إرادة أو أمل فاقدا للحب وصناعة المعروف.
وما هي الحياة إذا فقد الحب وعجز عن المعروف ولو بشق تمرة أو بسمة في وجه خلق الله ؟
وما هو الإيمان إذا فقد الحب ؟
الحياة ليست سنين تتراكم، بل روح.
والروح خارج معادلة السنين، وخارج معادلة الكهولة والشباب، بل خارج معادلة الفناء بالأساس
وما الموت سوى ميعاد رحلة الانتقال الكبير من بيت إلى آخر، ومن مدينة إلى أخرى يجد فيها الإنسان خاصيته وحياته المناسبة لروحه (الخلود) ..
هذا والسلام