الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:١٤ صباحاً

أين أنت يا محافظ عدن ؟

صقر منقوش
الاربعاء ، ٠٩ اكتوبر ٢٠١٣ الساعة ٠٢:٤٠ مساءً
إنها ثغر اليمن الباسم , وبوابته للعالم ,وعاصمته الاقتصاية والتجارية , والكثير الكثير من المسمَّيات , إنها عدن، المنطقة الحرة التي تُقتل وتُذبح كل يوم إلى متى ستظل عدن عبارة عن جُمل يتغنَّى بها الرئيس والمحافظ وجميع من ينهشون فيها ؟! وإلى متى سيظل هذا الإنفلات الأمني المتعمَّد والاستهتار والعبث بعدن ؟ أسئلة كثيرة وإجاباتها معروفة وواضحة لدى الجميع؛ لأننا نعلم النوايا الخبيثة والأهداف، ولكن ما يجعلني محتاراً، ألم يكفِكم ما قد أخذتموه منها ؟ ألم تشبعوا حتى الآن؟ هل إلى هذا الحد تتمتَّعون وأنتم تدمرونها ؟ أعلم أنها لذيذة ، ولكن لذتها برؤيتها مزدهرة وبأبهى صورها ، إنني أخشى أن تتحوَّل مطالبنا لحماية عدن والحفاظ عليها إلى ثأرٍ بيننا وبينكم لا يشفي غليله سواء دماءكم؛ لأن محاكمتكم تحت ظلِّ الحصانات والمحسوبيَّات لا تفي بالغرض لأننا في زمن (العاهرة أشرف من السجَّان) .

المهندس وحيد رشيد محافظ عدن الذي كنت متأملاً فيك الخير، وأول من صفَّق لك، ولكنك خيَّبت الظن، جعلت من عدن خرابة يقطِّعون فيها وأنت تعيش في غيبوبتك، لاجئين صومال يبسطون على ساحة العروض ويخربونها، وأنت صامت ,رعاة غنم وبدو يسطون على أراضٍ مخططة ويبنونها عشوائيًّا وأنت صامت، تُحوَّل عدن إلى روضة أطفال بطلاء الجدران بالألوان غير المناسبة، كألأخضر والأصفر والبرتقالي، بالإضافة إلى فساد المؤسسات والمشاريع المدعومة خارجيًّا والذي يتم تحت إشرافك، فهي حدِّث بلا حرج، لن أبرر لك أو لغيرك بإسطوانة الأمن المنفلت، لأنني أراه ينزل بأطقمه لحماية أراضي الأحباب والأقارب . يجب أن تعلم أيها الأخ المحافظ أن بيدك جوهرة، بيدك فرصةٌ ذهبية إن فكرت قليلاً وجعلت هدفك الأول هو بناء عدن وكسب محبة الناس وثقتهم، لمصلحتك أولاً ومصلحة حزبك ثانياً، عدن مدينة صغيرة وأهلها يكفيهم رؤية مدينتهم بخير ووردة مثلما كانت... سيادة المحافظ يجب أن تتوقف عن إسلوب مسايسة الأطراف الذي تتَّبعه حكومتنا، يجب التصدي للمخربين كائناً من كان، من الإصلاح أو الحراك أو أي طرف ثالث، أنت مهمتك تكمن في المحافظة والبناء والتصدي للعامل الهدَّام، أين أنت؟ ألا ترى ما يحدث في عدن، أم مهمتك هي حضور حفلات التخرُّج وذكرى تأسيس حزبك ؟ سيادة المحافظ، الشوارع طافحة بالمجاري، الطرقات شبه مدمرة ومليئة بالقمامة ، إنني محرج من ذكر السيئات، ولكن لم أرَ عدن هكذا قط إلا في عهدك، يجب أن تعلم أن الوضع أخطر من مجرد مجارٍ وقمامة ظاهرة ، انتشار العشوائيات يجب أن يكون لها حد ومقاومة ، سوف أخصُّ ما يحدث من بناء عشوائي فوق الجبل المقابل لفندق ميركيور، من سمح لهم بالبناء في هذا المكان الاستثماري؟ ولماذا أنت صامت، أم هي طريقة جديدة للاستيلاء على الجبل وهدمه؟ ما هي خططك سيادة المحافظ؟ إنني صريح جداً؛ لأنه منذ تولِّيك المنصب وعدن إلى الهاوية ،لن يصمت محبو عدن كثيراً، سيأتي يومٌ ويتحركوا للدفاع عنها فأحرص ألَّا تكون أنت الواجهة والمسؤول الوحيد عن ما حصل لها .