الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٢٢ صباحاً

النكهة العدنية تميِّز الدراما اليمنية بفرصة أخيرة

صقر منقوش
الجمعة ، ١٦ أغسطس ٢٠١٣ الساعة ٠٨:٤٠ صباحاً
استطاع المخرج والمؤلف الشاب عمرو جمال الدخول إلى جميع البيوت اليمنية وليس العدنية فقط بعملٍ ضخم بعنوان فرصة أخيرة، العمل الذي تم عرضه في شهر رمضان المبارك على قناة السعيدة، وقام ببطولته نجومٌ عمالقة،أمثال فؤاد هويدي، شروق وهشام السيد، فاطمة عبد القوي والعديد من النجوم الشباب.

العمل ناقش العديد من القضايا الاجتماعية والسياسية الحساسة، فمن الناحية الاجتماعية ركَّز على المشاكل بين الزوجين وآثارها السلبية والإيجابية أيضاً على الأبناء، فكثيرمن الأسر وجدت نفسها في أحداث المسلسل، أما من الناحية السياسية فركَّز على ضعف وضياع هيبة الدولة وفشلها في حل الأزمات والقضايا، وركز أيضاً على نقطةٍ مهمة، وهي تجَّار المخدرات وتعاونهم اللامباشر مع رجال الأمن والطرق التي يتبعونها في نشر هذا السم الذي ذهب ضحيته الكثير، وركَّز أيضاً على أكثر القضايا أهمية،وهي القضية التي عانت وما زالت تعاني منها الكثير من الأسر العدنية والجنوبية على حد سواء وهي قضية المتقاعدين والمسرحين من أعمالهم ومصانعهم؛ بسبب ظاهرة خصخصة المصانع، وقد يكون هذا العمل الطريقة الأمثل والأسهل لتوصيل المعاناة والظلم الذي تعرضوا له لجميع البيوت اليمنية، وجميع الثقافات وفئات الشعب اليمني، وإثبات أن التعويض المالي لن يعالج الجرح؛ لأنهم بحاجة إلى استعادة كرامتهم وكيانهم الذي فقدوه.

أما بالنسبة للعمل نقديًّا، فقد استطاع المخرج والمؤلف عمرو جمال الخروج من الصندوق الذي وضع نفسه فيه لسنوات عديدة،والظهور بحلَّةٍ ونكهةٍ جديدة،أعتبرُها نقلةً حقيقيَّةً في الدراما اليمنية، فهذا العمل استطاع المواطن اليمني فهمه والتعايش معه؛ لأن عمرو جمال لم يلجأ إلى الارتجالية باللهجة العدنية، ولا ذكر أمثلة عدنية شعبية قديمة جدًّا وكلمات عدنية بحتة لا يفهمها إلا أهل عدن فقط لا غير كما في الأعمال السابقة. ولهذا، فالعمل لفت انتباه المشاهد اليمني شمالاً وجنوباً، فالعمل يعتبر جيداً من حيث التكنيك، والإضاءة ،والديكورات، والشكل العام للممثِّلين، بالإضافة إلى ما يحتويه السيناريو من جملٍ ومشاهد ثقيلة وحساسة تلامس المشاعر، بالإضافة الى تتر المسلسل الاكثر من رائع فقد أثبت المخرج لي أنا شخصيًّا بحكم انتقادي الشديد واعتراضي على العمل السابق حافة الأنس الذي عرض في رمضان الفائت، ولكثيرٍ من النقَّاد أنه قادرٌ على العطاء، وأن في جعبته الكثير، لهذا لا أريد منه التوقف هنا، فالمجاملات والتطبيل تعيد إلى الخلف لا إلى الأمام، أتمنى أن يكون العمل القادم أقل أخطاءً وتمكُّنٌ أكثر في أداء الممثلين، حبكة ،وحنكة أكثر في السيناريو، وأتمنى الاستمرار والتقدم والبحث عن الجديد والملفت.