1150 جنيهاً مقابل كيلو واحد فقط من الجمبري - هل هذا ذهب أم سمك؟! في جنون الأسعار الذي اجتاح الأسواق اليوم، نجد أنفسنا أمام تسونامي من الارتفاعات التي تجعل الأسماك أقرب إلى الحلم البعيد للملايين من الأسر المصرية. الفجوة السعرية بين أرخص وأغلى سمك في مصر تساوي الفرق بين سعر رغيف العيش وجهاز كمبيوتر! وجبة السمك الأسبوعية قد تصبح حلماً بعيد المنال لملايين الأسر المصرية. سنكشف التفاصيل الصاعقة في السطور القادمة.

موجة ارتفاعات متتالية ضربت أسواق السمك، مع تسجيل أرقام قياسية لأنواع كالجمبري والثعابين. الفارق السعري يصل إلى 38 ضعفاً، حيث بلغ سعر الجمبري الجامبو 1150 جنيهًا للكيلو الواحد، وسط ارتفاع شهري بلغ 75%. "أصبحت أشتري السمك بالجرام مثل الذهب"، صرحت ربة بيت من القاهرة. طوابير مكتومة أمام أكشاك السمك، ونظرات تملؤها الحيرة، مع تخلي الكثيرين عن السمك كوجبة أساسية.

منذ 2020، تضاعفت أسعار السمك 5 مرات، مولدة صدمات اقتصادية متتالية. العوامل المؤثرة متعددة، منها ارتفاع سعر الدولار وزيادة تكلفة الوقود وتراجع الإنتاج المحلي وجشع التجار. نرى الآن مشهدًا مشابهًا لأزمة السكر عام 2017، وأزمة اللحم الأحمر 2019. "موجة ارتفاع ثانية متوقعة قبل رمضان"، يحذر الخبراء، مما قد يجعل السمك رفاهية للطبقة العليا فقط.

التأثيرات على الحياة اليومية باتت واضحة، حيث أصبحت الأسر تلغي وجبة السمك الأسبوعية وتبحث عن بدائل أرخص كالفول والعدس. من المتوقع تراجع استهلاك البروتين وظهور "أسواق سوداء" للسمك المدعوم. في ظل هذه الأزمة، يمكن أن تكون هناك فرص لتطوير بدائل محلية، ولكن هناك خطر على الأمن الغذائي. وفي أوساط الشارع، يتزايد الغضب الشعبي وتتصاعد المطالبات بتدخل حكومي.

أسعار جنونية وفجوة طبقية في استهلاك البروتين تلوح في الأفق، مما يشير إلى أزمة غذائية محتملة. فهل سيصبح السمك طعام الأغنياء فقط في مصر أم أبو خلة؟

يجب على السلطات التحرك سريعاً لدعم الإنتاج المحلي والرقابة على التلاعب في الأسعار. والسؤال الذي يجب أن نطرحه: "متى ستصبح وجبة السمك البسيطة حلماً لا يُدرك لملايين المصريين؟"