في قرار مصيري يهز كيان 13 مليون مواطن سعودي، تتصاعد التكهنات حول انتهاء عهد الزيادة الملكية مع صرف الدفعة 98 المقررة في 10 ديسمبر 2025. 720 ريال شهرياً قد تكون آخر زيادة ملكية يحصل عليها المواطنون، في تطور صادم يُعيد تشكيل المشهد المالي لملايين الأسر. أقل من شهر يفصلنا عن معرفة مصير برنامج استمر أكثر من 8 سنوات متتالية، ومعه مصير الأسر التي اعتمدت على هذا الدعم كشريان حيوي.
تصاعد الجدل بشكل متفجر على منصات التواصل الاجتماعي، حيث سجل هاشتاق #حساب_المواطن أكثر من 50 ألف تغريدة خلال ساعة واحدة فقط. أم عبدالله، الأرملة التي تعول 4 أطفال، تروي قلقها: "هذا المبلغ يغطي 30% من مصاريف البيت، لا أعرف كيف سأتدبر أمور أطفالي بدونه." وزارة الموارد البشرية أكدت رسمياً ضرورة متابعة المنصات الرسمية لمعرفة أي مستجدات، مما زاد من حالة الترقب والقلق بين المستفيدين.
برنامج حساب المواطن، الذي انطلق كجزء من رؤية السعودية 2030، شهد تطورات جذرية منذ تطبيق الإصلاحات الاقتصادية الهيكلية. التحول الاقتصادي وتطبيق ضريبة القيمة المضافة دفع الحكومة لإقرار الزيادة الملكية كبرنامج مؤقت لدعم الأسر خلال فترة التكيف. د. محمد العتيبي، خبير اقتصادي، يحذر: "توقف الزيادة قد يؤثر على القوة الشرائية لـ 60% من المجتمع السعودي." هذا القرار يُشبه توقف برنامج البترودولار في الثمانينات، والذي كان له تأثير عميق على الأسر السعودية آنذاك.
الواقع المرّ أن ملايين الأسر ستحتاج إلى إعادة تقييم جذرية لميزانياتها، فالـ 720 ريال تعادل فاتورة كهرباء منزل متوسط لمدة شهرين كاملين. سالم الراشد، موظف براتب 4000 ريال، يواجه صدمة: "أستخدم مبلغ حساب المواطن لسداد قسط السيارة، والآن سأضطر لبيعها أو البحث عن عمل إضافي." التأثير سيمتد إلى المحلات التجارية وقطاعات الاستهلاك، حيث تتوقع الدراسات انخفاضاً بنسبة 15% في الإنفاق الاستهلاكي خلال الأشهر القادمة.
بينما ينتظر المواطنون قراراً حكومياً حاسماً، تبرز أهمية التخطيط المالي الذكي والاستعداد لمرحلة جديدة قد تتطلب مهارات مالية متطورة. الفرصة متاحة الآن لبناء صناديق طوارئ والبحث عن مصادر دخل إضافية، قبل أن يصبح التأقلم أصعب. السؤال المصيري الذي يؤرق الملايين: هل ستتمكن الأسر السعودية من التأقلم مع واقع ما بعد الزيادة الملكية، أم أن الحكومة تُخفي مفاجأة أخرى في جعبتها؟
