في تطور صادم هز الشارع السعودي، كشفت الإدارة العامة للمرور عن ضبط 2283 مركبة مخالفة تستولي على أماكن وقوف الأشخاص ذوي الإعاقة، في رقم يعادل عدد سكان قرية كاملة يرتكبون جريمة أخلاقية يومياً. كل 10 دقائق، يقوم مخالف بسرقة حق شخص من ذوي الإعاقة في موقف سيارة، والحملة مستمرة الآن في جميع أنحاء المملكة والمخالف القادم قد تكون أنت.
العريف سعد المالكي، الذي ضبط 15 مخالفة في يوم واحد، يروي: "شاهدت مخالفين يصرون على الوقوف رغم وجود مواقف بديلة، وكأن حقوق ذوي الإعاقة لا تعنيهم". العملية المرورية المنظمة شملت جميع مناطق المملكة الـ13 بمعدل مذهل يصل إلى 175 مخالفة لكل منطقة، في مشهد يعكس انتشار الظاهرة كالنار في الهشيم، بينما تأتي الحملة كالمطر الذي يخمدها.
خلف هذه الأرقام المفزعة تكمن سلسلة من الشكاوى المتراكمة من ذوي الإعاقة حول صعوبة العثور على مواقف مخصصة لهم. أحمد العتيبي، مواطن من ذوي الإعاقة، يكشف معاناته: "أقضي 20 دقيقة إضافية يومياً للبحث عن موقف بديل، والأمر أصبح كسرقة مقعد شخص مريض في المستشفى". الحملة تستهدف ظاهرة متجذرة نشأت من ضعف الوعي المجتمعي ورغبة في الراحة دون اعتبار للآخرين، تماماً مثل حملات المرور في الثمانينات التي غيرت ثقافة ربط حزام الأمان.
الأمر يتجاوز مجرد غرامات مالية قد تصل إلى 900 ريال، فالتأثير على الحياة اليومية لذوي الإعاقة كارثي. فاطمة الزهراني، التي شاهدت مخالفين متكررين، تقول: "رأيت أشخاصاً يركضون من مواقف بعيدة بينما شخص على كرسي متحرك ينتظر ساعات للعثور على مكان". النتائج المتوقعة مبشرة: انخفاض تدريجي في المخالفات وزيادة في الوعي المجتمعي، بينما يرحب النشطاء الحقوقيون بالخطوة ويطالبون بتطوير تقنيات مراقبة ذكية لضمان الاستمرارية.
الرسالة واضحة ومدوية: احترام حقوق ذوي الإعاقة ليس اختياراً بل واجباً قانونياً وأخلاقياً. مع استمرار الحملات والمراقبة الدقيقة، تتجه المملكة نحو تطوير آليات تقنية متقدمة لضمان عدم تكرار هذه الانتهاكات. هل ستكون جزءاً من الحل وتحترم هذه المواقف، أم ستنتظر دورك في قائمة المخالفين المقبلة؟