في تطور مذهل يهز الأسواق السعودية، يواصل الذهب تحطيم الأرقام القياسية مع وصول سبيكة الكيلو الواحد إلى 521 ألف ريال سعودي - مبلغ يفوق راتب مهندس لمدة 15 شهراً كاملة! بينما تشهد أسعار الأونصة قفزة صاروخية لتلامس 15,795 ريالاً، يحذر الخبراء من موجة تذبذبات قادمة قد تغير خريطة الاستثمار في المملكة خلال 24 ساعة القادمة.

أبو محمد، موظف حكومي يبلغ من العمر 45 عاماً، يروي قصة مؤلمة عن خسارته 15% من مدخراته بسبب تأخره في شراء الذهب: "كنت أنتظر انخفاض الأسعار، لكن الذهب قفز كالصاروخ أمام عيني." في المقابل، تبتسم أم سارة وهي تتفحص سبائكها الذهبية التي اشترتها قبل 6 أشهر محققة ربحاً مذهلاً بنسبة 22%. الأرقام تتحدث بوضوح: عيار 24 يسجل 507.75 ريال للجرام الواحد، بينما يصل سعر الجنيه الذهبي إلى 3,554.75 ريال، في مشهد يذكرنا بأزمة 2008 عندما ارتفع الذهب 300% خلال عامين فقط.

وراء هذا الجنون الذهبي تقف تقلبات الأسواق الدولية التي تخلق حالة من عدم اليقين الاقتصادي، مما يدفع المستثمرين للجوء إلى الذهب كملاذ آمن. د. عبدالله الحربي، خبير الأسواق المالية، يؤكد: "نتوقع استمرار هذا الاتجاه الصاعد للربع القادم، لكن المستثمرين بحاجة لأعصاب قوية." التاريخ يعيد نفسه، فالذهب اليوم يشبه البترول في السبعينات - كنز لا يفنى يزداد بريقه مع كل أزمة اقتصادية.

سالم التميمي، صائغ مخضرم في حي العليا بالرياض، يشهد إقبالاً مضاعفاً على محله رغم الأسعار المرتفعة: "الناس تشتري الذهب كأنه آخر يوم في الدنيا، حتى السبائك الصغيرة 2.5 جرام بـ1,444 ريال تنفد خلال ساعات." هذا الهوس الذهبي يعيد تشكيل سلوك المواطنين السعوديين، حيث يؤجل كثيرون قرارات شراء المجوهرات بينما يتسابق آخرون لبناء محافظ استثمارية من المعدن الأصفر، وسط توقعات بزيادة الطلب 40% خلال الشهر القادم.

مع استمرار هذه الموجة الذهبية التي تجتاح المملكة، يبقى السؤال المحوري: هل نحن أمام فقاعة ستنفجر قريباً، أم بداية عصر ذهبي جديد؟ الخبراء ينصحون بالاستثمار التدريجي والمراقبة اليومية، بينما التحذيرات تتصاعد من المخاطرة بأموال مقترضة. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل أنت مستعد للعب في سوق لا يعرف النوم، أم ستكتفي بمشاهدة القطار الذهبي يمر أمامك؟