الرئيسية / من هنا وهناك / صادم: 18 ألف يمني يفرون من منازلهم في 2025… والأرقام تتضاعف أسبوعياً!
صادم: 18 ألف يمني يفرون من منازلهم في 2025… والأرقام تتضاعف أسبوعياً!

صادم: 18 ألف يمني يفرون من منازلهم في 2025… والأرقام تتضاعف أسبوعياً!

نشر: verified icon رغد النجمي 18 نوفمبر 2025 الساعة 08:35 صباحاً

في تطور مأساوي يهز الضمير الإنساني، تكشف أرقام صادمة أن 47 يمنياً يتشردون يومياً عن منازلهم، في مأساة صامتة تتفاقم مع كل شروق شمس. منظمة الهجرة الدولية تعلن رسمياً: أكثر من 18 ألف شخص فروا من منازلهم منذ مطلع 2025، في موجة نزوح تتصاعد بوتيرة مرعبة. والحقيقة المذهلة؟ بينما تقرأ هذه الكلمات الآن، أسرة يمنية جديدة تحمل متاعها القليل وتغادر منزلها للأبد، في نزيف بشري لا يتوقف.

18,036 شخصاً... رقم ليس مجرد إحصائية جافة، بل آلاف القصص المؤلمة لعائلات يمنية مزقتها الحرب وشردتها المعارك. في أسبوع واحد فقط، 330 نازحاً جديداً انضموا لقوافل التشرد، معظمهم من تعز وإب والحديدة، يعني أن كل ساعتين تقريباً، أسرة يمنية جديدة تجد نفسها بلا مأوى. أم محمد، 35 عاماً، تحكي بصوت متهدج: "حملت أطفالي الأربعة وهربت من تعز... الموت كان يطاردنا في كل شارع." مخيمات النازحين في مأرب تكتظ بعائلات جديدة كل يوم، والمساحات تنفد بسرعة مرعبة تنذر بكارثة قادمة.

منذ 2014، تحول اليمن إلى أكبر أزمة إنسانية في العالم، مع أكثر من 4 ملايين نازح، لكن أرقام 2025 تحطم كل التوقعات السابقة. تصاعد العمليات العسكرية في تعز والحديدة، وانهيار الخدمات الأساسية يدفع المزيد للنزوح يومياً، في مشهد يذكرنا بذروة النزوح المدمرة في 2018. د. فاطمة السالمي، خبيرة شؤون النزوح، تحذر بقلق: "نحن أمام موجة تشرد جديدة قد تصل لـ50 ألف نازح مع نهاية العام، والعالم يشاهد صامتاً." الأرقام تتضاعف أسبوعياً كنهر بشري متدفق لا يعرف التوقف، من المناطق الخطيرة باتجاه بر الأمان الموعود.

وراء كل رقم، طفل يمني يفقد مقعده الدراسي ومستقبله، وأسرة تتفكك بحثاً عن لقمة العيش والأمان المفقود. أبو عبدالله، نازح من الحديدة، يروي بعينين دامعتين: "أطفالي لم يعودوا يضحكون... يسألونني متى نعود للبيت، وأنا لا أملك جواباً." مع دخول فصل الشتاء، تتسارع الساعة أمام آلاف الأسر العالقة في العراء، في مخيمات غير مجهزة لمواجهة البرد القارس. 28 أسرة استقبلتها مأرب في أسبوع واحد، في دلالة واضحة على أن مراكز الاستقبال تصل لحدود طاقتها القصوى.

18 ألف نازح جديد في 10 أشهر فقط... رقم يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الأزمة اليمنية تتفاقم يوماً بعد يوم، بينما العالم ينشغل بأزمات أخرى. إذا استمر هذا المعدل المرعب، فقد نشهد تضاعف أعداد النازحين مع نهاية العام، في سيناريو كارثي لا يحتمله بلد منهك. الحل الحقيقي ليس في إحصاء النازحين وتسجيل أرقام جديدة، بل في وقف أسباب نزوحهم ومعالجة جذور الأزمة المستعصية. السؤال الذي يحرق الضمير: كم نازحاً يمنياً أكثر يحتاج العالم ليتحرك فعلاً... أم أن الأرقام ستبقى مجرد إحصائيات باردة في تقارير منسية؟

شارك الخبر