982,250 ريال - الفارق الجنوني في سعر جنيه الذهب بين مدينتين يمنيتين لا تفصل بينهما سوى 6 ساعات طيران! في صنعاء تشتري 3 جنيهات ذهب بسعر جنيه واحد في عدن. بينما تمر كل دقيقة، كل ثانية تنقضي، فإنها قد تعني فرصة ضائعة أو مكسباً خرافياً. التفاصيل المثيرة في انتظارك.
تباين صادم وغير مسبوق في أسعار الذهب بين صنعاء وعدن يكشف عن انقسام اقتصادي كامل. فجوة 203% في الأسعار، وفارق 17,000 ريال للجرام الواحد يعكس واقعاً اقتصادياً جديداً. أحد الخبراء الاقتصاديين أوضح: "هذا ليس سوقاً واحداً، بل عالمان اقتصاديان منفصلان". الأثر كان شعوراً بالذهول والارتباك بين المدخرين، مما دفع الكثيرين للهروب نحو المعدن الثمين كهروب لا بد منه.
سنوات من الانقسام السياسي أنتجت انقساماً اقتصادياً لم يشهد العالم مثيله من قبل. حرب مدمرة وانقسام في البنك المركزي وطباعات عملات مختلفة ساهمت في هذا الواقع غير المعقول. وطالما أربك هذا الوضع العالم في ماضٍ مثل انقسام ألمانيا الشرقية والغربية، فإن المحللين الاقتصاديين يرون الآن أن "الوضع قابل للانفجار في أي لحظة".
المواطن البسيط بات يعيش في متاهة من الأسعار والقيم المتضاربة، وهو ما يؤدي لتعميق الانقسام وانهيار الثقة في النظام المالي وموجة هروب رؤوس الأموال. التحذيرات تتزايد بشأن خطر انهيار كامل للاقتصاد، وهو نفس الخطر الذي يمكن أن يستغله الأذكياء والشجعان كمجال للاستثمار.
فجوة سعرية خيالية تكشف عن انقسام اقتصادي عميق. نواجه مستقبلاً محتملاً حيث إما التوحيد أو الانقسام الكامل - لا يوجد حل وسط. لذا على المدخرين حماية أموالهم، وعلى المستثمرين توخي الحذر والذكاء. السؤال الذي يبقى: "هل نشهد ولادة دولتين اقتصاديتين منفصلتين؟ أم أن هذا إنذار أخير قبل الانهيار الشامل؟"