الرئيسية / مال وأعمال / عاجل: الريال اليمني يحقق استقراراً نادراً لـ 3 أشهر متتالية... هل تستثمر الآن؟
عاجل: الريال اليمني يحقق استقراراً نادراً لـ 3 أشهر متتالية... هل تستثمر الآن؟

عاجل: الريال اليمني يحقق استقراراً نادراً لـ 3 أشهر متتالية... هل تستثمر الآن؟

نشر: verified icon مروان الظفاري 12 نوفمبر 2025 الساعة 09:35 مساءاً

في تطور نادر لم يشهده اليمن منذ عقد كامل، حقق الريال اليمني استقراراً مذهلاً لأكثر من 90 يوماً متتالياً، محطماً كل التوقعات التي كانت تنبئ بانهيارات متتالية. الرقم 1630 ريال للدولار أصبح أكثر ثباتاً من نبضات قلب يمني صبور، في معجزة حقيقية تعيد الأمل لملايين المواطنين الذين فقدوا الثقة في عملتهم الوطنية. المصرفيون يتحدثون عن "ثورة هادئة" في عالم المال اليمني، بينما يترقب الخبراء: هل هذا استقرار حقيقي أم مجرد هدوء يسبق العاصفة؟

في أسواق الصرافة بالعاصمة عدن، تتردد أصداء همهمات مطمئنة لم نسمعها منذ سنوات طويلة. الدولار الأمريكي يحافظ على سعره عند 1617 ريال للشراء و1630 للبيع، بفارق لا يتجاوز 13 ريالاً فقط - رقم أصغر من ثمن كوب شاي في شوارع عدن. "هذا الاستقرار يعكس نجاح السياسات النقدية المدروسة"، يؤكد مصدر مصرفي رفيع المستوى، بينما يروي أحمد التاجر البالغ من العمر 45 عاماً: "رغم فقداني 60% من قيمة مدخراتي منذ بداية الحرب، إلا أن هذا الثبات يمنحني أملاً لم أشعر به منذ زمن طويل."

وراء هذا الاستقرار النادر، تكمن قصة معقدة من التدخلات المحسوبة للبنك المركزي اليمني وتوازن دقيق بين العرض والطلب. آخر مرة شهد فيها الريال اليمني استقراراً مماثلاً كانت قبل عام 2014، عندما كان سعر الدولار لا يتجاوز 250 ريالاً. د. فاطمة الاقتصادية تؤكد أن "هذا الثبات ليس مصادفة، بل نتيجة لسياسات نقدية حكيمة ومتابعة دقيقة لتحركات السوق." الخبراء يشيرون إلى دور التحويلات المنتظمة للمغتربين اليمنيين والاستقرار النسبي في المحافظات المحررة كعوامل رئيسية في هذا الإنجاز النادر.

على أرض الواقع، بدأ المواطنون يتنفسون الصعداء بعد سنوات من التقلبات المرعبة. أسعار السلع المستوردة تحافظ على استقرارها، والتجار يستطيعون أخيراً التخطيط لمشترياتهم دون خوف من مفاجآت مؤلمة. سالم الصراف، الذي يتابع أسعار العملات منذ 15 عاماً، يصف هذه الفترة بـ"المعجزة الصغيرة"، مضيفاً: "لم أعد أستيقظ كل صباح خائفاً من انهيار جديد، هذا الثبات يمنحنا فرصة للتنفس." رائحة الأوراق النقدية الجديدة تملأ محلات الصرافة، بينما تبدو وجوه الصرافين أكثر راحة من أي وقت مضى.

رغم هذا النجاح المؤقت، يبقى السؤال الأكبر معلقاً في أذهان الجميع: هل نشهد فعلاً بداية عصر جديد من الاستقرار النقدي؟ الفرص متاحة أمام المواطنين للادخار والاستثمار في مشاريع صغيرة، لكن التحديات تتطلب يقظة مستمرة. على اليمنيين استغلال هذا الهدوء النادر لبناء أسس مالية أكثر متانة، مع الحفاظ على الحذر من أي تقلبات محتملة قد تعيدنا لدوامة الخوف والقلق.

اخر تحديث: 12 نوفمبر 2025 الساعة 11:35 مساءاً
شارك الخبر