الرئيسية / مال وأعمال / عاجل: الدولار يحقق استقرار مفاجئ عند 535 ريال يمني… هل انتهت أزمة العملة؟
عاجل: الدولار يحقق استقرار مفاجئ عند 535 ريال يمني… هل انتهت أزمة العملة؟

عاجل: الدولار يحقق استقرار مفاجئ عند 535 ريال يمني… هل انتهت أزمة العملة؟

نشر: verified icon مروان الظفاري 04 ديسمبر 2025 الساعة 04:15 صباحاً

في مشهد نادر لم تشهده الأسواق اليمنية منذ أشهر طويلة، استقر سعر صرف الدولار الأمريكي عند مستوى 535 ريالاً يمنياً - رقم يحمل في طياته آمال عائلات بأكملها وآلام اقتصاد منهك. للمرة الأولى منذ شهور، ينخفض الفارق بين سعري البيع والشراء إلى ريالين فقط، في إشارة لاستقرار هش قد ينهار خلال ساعات بأي تطور سياسي مفاجئ. الملايين من اليمنيين يتساءلون: هل انتهت حقاً كابوس انهيار العملة الوطنية؟

في أسواق الصرف بصنعاء وعدن، شهدت صالات التداول مشهداً غير مألوف - صرافون يتحدثون بهدوء نسبي بدلاً من الصراخ المعتاد، ولوحات الأسعار المكتوبة بالطباشير تحمل أرقاماً ثابتة منذ ساعات. "السوق يشهد استقراراً حذراً، لكن العبرة بالاستمرارية" يقول أحد المحللين الاقتصاديين، بينما تكشف الأرقام حقيقة مؤلمة: الريال فقد 2500% من قيمته منذ 2014 عندما كان الدولار يساوي 215 ريالاً فقط. أم محمد، ربة بيت في صنعاء تنتظر تحويلة ابنها من السعودية، تتابع الأسعار بقلق: "كل ريال يهم، هذا طعام أطفالي".

الريال اليمني الذي كان يوماً ما رمزاً لاقتصاد مزدهر، تحول إلى انعكاس لمأساة وطن بأكمله. من مستوى 215 ريال للدولار قبل عقد، انهار ليصل لمستويات كارثية تجاوزت 1500 ريال في فترات سابقة. المحللون يرجعون الاستقرار الحالي لتحسن نسبي في تدفق العملة الصعبة وتوازن مؤقت بين العرض والطلب، لكنهم يحذرون من أن الوضع أشبه "بهدوء البحر قبل العاصفة". هذا الاستقرار يذكر بفترات الهدوء النسبي في 2020 التي سبقت انهياراً جديداً مدوياً.

في البيوت اليمنية، يعني هذا الاستقرار إمكانية تخطيط أفضل للمشتريات الأساسية - كيلو الدقيق وعلبة الزيت باتت أسعارها أكثر قابلية للتنبؤ. أحمد الصراف، تاجر عملة في العاصمة، استطاع الحفاظ على استقرار أسعاره: "لأول مرة منذ شهور، لا أضطر لتغيير اللوحة كل ساعة". التجار يرون فرصة لإعادة تنظيم مخزونهم، لكن سالم التاجر، مستورد المواد الغذائية، يبقى حذراً: "التخزين طويل المدى مخاطرة في ظل هذه الأوضاع". بين متفائل حذر وخائف من انهيار جديد، تتباين ردود أفعال اليمنيين الذين تعلموا ألا يثقوا في أي استقرار مؤقت.

العملة اليمنية تقف اليوم على مفترق طرق حاسم بين استقرار نسبي قد يستمر أو انهيار جديد قد يدفع السعر لتجاوز 700 ريال للدولار. الاستقرار الهش عند 535 ريالاً يبقى رهينة تطورات سياسية واقتصادية خارجة عن السيطرة. على المواطنين التعامل بحذر شديد وعدم المخاطرة بمدخرات كبيرة في ظل هذه الظروف. السؤال الأهم الذي يؤرق الملايين: هل سيصمد هذا الاستقرار أمام العواصف السياسية والاقتصادية القادمة، أم أنه مجرد هدنة قصيرة قبل انهيار أكبر؟

شارك الخبر