الرئيسية / مال وأعمال / عاجل: اليمن يحقق طفرة زراعية تاريخية - إنتاج زيوت محلية تفوق المستورد وتوفر ملايين الدولارات!
عاجل: اليمن يحقق طفرة زراعية تاريخية - إنتاج زيوت محلية تفوق المستورد وتوفر ملايين الدولارات!

عاجل: اليمن يحقق طفرة زراعية تاريخية - إنتاج زيوت محلية تفوق المستورد وتوفر ملايين الدولارات!

نشر: verified icon مروان الظفاري 07 نوفمبر 2025 الساعة 08:05 صباحاً

في تطور صادم يعيد كتابة خارطة الأمن الغذائي العربي، كسرت اليمن طوق التبعية الغذائية التي دامت عقوداً، محققة إنجازاً زراعياً يحبس الأنفاس - نجاح زراعة أفضل الأصناف العالمية من دوار الشمس لأول مرة في التاريخ. حقول ذهبية تمتد حتى الأفق في محافظة الجوف، ووعد تاريخي بتحرير المواطن اليمني من كابوس ارتفاع أسعار زيوت الطعام التي تلتهم 20% من دخل الأسرة الشهري. الآن أو أبداً - اليمن يكتب فصلاً جديداً قد يحوله من مستورد إلى مُصدّر للزيوت النباتية!

في خطوة تاريخية غير مسبوقة، نجحت الجهات الزراعية في حكومة صنعاء في تحدي المستحيل من خلال زراعة أصناف عالمية من نبات دوار الشمس عبر مساحات شاسعة في تربة الجوف الخصبة. "هذا إنجاز يضع اليمن على خارطة الإنتاج العالمي ويحررنا من قيود الاستيراد" - يؤكد علي بن ثيبة، مستشار محافظة الجوف، بينما تشع عيناه فخراً وهو يتابع بحر الأزهار الذهبية التي تتراقص مع الرياح. المزارع محمد الجوفي، الذي تحولت مزرعته الصغيرة إلى نموذج ناجح، يكشف بحماس: "العائد يفوق المحاصيل التقليدية بـ 5 أضعاف، والنباتات تنمو بارتفاع 3 أمتار كأنها جنود يحرسون أمننا الغذائي."

عقود من الاعتماد على استيراد 100% من زيوت الطعام تركت اليمن رهينة لتقلبات الأسواق العالمية وارتفاع أسعار بلغ 300% خلال السنوات الأخيرة. لكن كما حققت دول الخليج السيادة النفطية، يسعى اليمن اليوم لتحقيق السيادة الغذائية من خلال هذا المشروع الطموح. خبراء الأمن الغذائي يتوقعون تحولاً جذرياً - د. عبدالله الزراعي يؤكد أن "اليمن قادر على تصدير زيوت دوار الشمس للمنطقة خلال 3 سنوات فقط، مما سيقلب معادلة الاستيراد رأساً على عقب."

أم أحمد، ربة بيت من صنعاء، تترقب بشغف النتائج بعد أن أصبحت زيوت الطعام تستنزف نصف راتب زوجها الشهري. "أخيراً سنتحرر من هذا العبء المالي الثقيل" - تقول بصوت ممزوج بالأمل والحذر. المشروع لا يَعِد فقط بخفض الأسعار، بل بخلق آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، وتطوير صناعات مكملة للتعبئة والتغليف. سالم العامل الزراعي، الذي شهد نمو النباتات الأولى، يصف المشهد: "رائحة التربة الخصبة مختلطة بعطر الأزهار تملأ المكان، وملمس البذور الناضجة الممتلئة بالزيت يبشر بمستقبل مزدهر." لكن التحديات تبقى قائمة - من نقص المياه إلى ضرورة تدريب المزارعين على التقنيات الحديثة.

زراعة دوار الشمس في الجوف تمثل ثورة حقيقية في كسر التبعية الغذائية وفتح آفاق اقتصادية هائلة. في غضون سنوات قليلة، قد نشهد اليمن وهو يحقق حلم الاكتفاء الذاتي ويتطلع للتصدير. على المزارعين اغتنام هذه الفرصة التاريخية وتعلم تقنيات الزراعة المتطورة، وعلى المستثمرين دراسة هذا القطاع الواعد. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل سنشهد ميلاد "عصر الذهب الأخضر" في اليمن، أم أن التحديات المناخية والتقنية ستحول دون تحقيق هذا الحلم الطموح؟

شارك الخبر