في تحول مذهل، سجل الدولار الأمريكي في عدن ارتفاعًا غير متوقع إلى 1632 ريال، مقارنة بسعره في صنعاء 535 ريال فقط، مما يمثل فارقًا غير مسبوق بنسبة 205%. كل دقيقة تمر، تزداد الفجوة أكثر. يثير هذا الانقسام التساؤلات حول مستقبل الاقتصاد اليمني المتداعي.
في صباح الخميس شهدت أسواق الصرافة في اليمن فجوة سعرية قياسية غير مسبوقة. سجل الدولار 1632 ريال في عدن مقابل 535 ريال في صنعاء، بفارق 1097 ريال لكل دولار واحد. وفقًا للخبير الاقتصادي د. محمد العولقي: "هذه ليست أزمة عابرة، بل تدمير ممنهج للاقتصاد الوطني." المواطن البسيط أصبح عاجزًا عن فهم قيمة نقوده الحقيقية في ظل هذه التقلبات.
منذ انقسام البنك المركزي وبدء طباعة عملات منفصلة، والوضع يتدهور تدريجياً بسبب الحصار وقطع طرق التجارة والسياسات النقدية المتضاربة. يشبه الخبراء الوضع الحالي بالانقسام التاريخي للألمانيتين الشرقية والغربية اقتصاديًا. "نتجه نحو انقسام اقتصادي كامل قد يستمر لسنوات"، هكذا توقع الخبراء الاقتصاديون.
ربة البيت تواجه تحديات يومية، إذ تحتاج إلى آلة حاسبة لشراء الخضار بسبب التضخم الهائل. من المتوقع أن يؤدي هذا الوضع إلى مزيد من التضخم والفقر في المناطق الأكثر تضرراً، مما يوفر فرصًا للمضاربين لكن يشكل كارثة للمواطن العادي. في صنعاء، يعم الغضب الشعبي، بينما يسود القلق في عدن من انتشار الأزمة.
عملة واحدة، بلد واحد، أسعار متعددة - معادلة مستحيلة تستدعي التحرك السريع لوقف النزيف الاقتصادي. هل سنشهد عملتين منفصلتين رسميًا؟ يبقى السؤال الملحّ: كم من الوقت يمكن لاقتصاد أن يتحمل هذا الانقسام قبل الانهيار الكامل؟