في تطور صاعق يعيد كتابة خريطة الطاقة في المنطقة، أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة عن ضخ مليار دولار أمريكي - رقم يمكنه إنارة 10 مليون منزل يمني غارق في الظلام منذ عقد كامل. للمرة الأولى منذ 2015، ستعود الكهرباء على مدار الساعة لملايين اليمنيين الذين عاشوا في ظلام دامس نتيجة سنوات الحرب المدمرة. الإعلان التاريخي الذي تم في عدن يحمل وعداً بتحول جذري قد يغير وجه اليمن إلى الأبد.
وسط أجواء من الإثارة والترقب، كشف محمد حمد الزعابي، السفير الإماراتي لدى اليمن، تفاصيل محفظة مشاريع الطاقة العملاقة التي ستغطي عدة محافظات يمنية بحلول نهائية شاملة لأزمة الكهرباء المستعصية. "هذا الاستثمار يعكس التزامنا التاريخي بدعم الشعب اليمني الشقيق"، قال الزعابي وهو يعلن عن المشاريع التي تندرج ضمن مشاركة الإمارات في المؤتمر الوطني الأول للطاقة في اليمن. أحمد محمد، صاحب مخبز في عدن، لم يصدق الخبر: "أغلقت محلي 3 مرات بسبب انقطاع الكهرباء، لكن اليوم أرى النور في نهاية النفق."
الحرب الأهلية اليمنية دمرت 70% من البنية التحتية للطاقة منذ 2014، تاركة ملايين اليمنيين يعيشون في ظروف مأساوية بدون كهرباء منتظمة. خبراء الطاقة يشبهون هذا الاستثمار بـ"مشروع مارشال لإعادة إعمار أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، لكن بحجم أكبر وتأثير أعمق". الموقع الاستراتيجي لليمن على مضيق باب المندب والحاجة الماسة لإعادة الإعمار جعلا من هذا الاستثمار ضرورة حتمية لاستقرار المنطقة. توقعات الخبراء تشير إلى تحول جذري في المشهد اليمني خلال العامين القادمين.
التأثير على الحياة اليومية سيكون ثورياً بكل المقاييس: عودة المصانع للعمل بكامل طاقتها، تشغيل المستشفيات دون انقطاع، إنارة الشوارع والمنازل التي غرقت في الظلام لسنوات. مريم عبدالله، ربة بيت من عدن، تحكي معاناتها: "لم نر الكهرباء أكثر من ساعتين يومياً منذ 5 سنوات، أطفالي يدرسون على ضوء الشموع." المشاريع الجديدة ستخلق آلاف فرص العمل للمهندسين والفنيين، وتجذب استثمارات إضافية من دول خليجية أخرى. الترحيب الشعبي الواسع والاهتمام الخليجي المتزايد يؤكدان أن هذا مجرد البداية لنهضة اقتصادية شاملة.
هذا الاستثمار الإماراتي التاريخي بمليار دولار يعيد الأمل لشعب عاش في الظلام سنوات طويلة، ويرسم بداية عهد جديد من التعاون الخليجي لإعادة إعمار المنطقة. على المستثمرين العرب اغتنام هذه الفرصة الذهبية للمشاركة في النهضة اليمنية الوشيكة. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل سيصبح هذا الاستثمار شرارة لنهضة اقتصادية شاملة تعيد لليمن مجده وللمنطقة استقرارها؟