الرئيسية / محليات / فضيحة: الحكومة تعجز عن دفع رواتب 5 أشهر لكنها تعلن 17 ألف وظيفة جديدة... والموظفون ثائرون!
فضيحة: الحكومة تعجز عن دفع رواتب 5 أشهر لكنها تعلن 17 ألف وظيفة جديدة... والموظفون ثائرون!

فضيحة: الحكومة تعجز عن دفع رواتب 5 أشهر لكنها تعلن 17 ألف وظيفة جديدة... والموظفون ثائرون!

نشر: verified icon بلقيس العمودي 22 أكتوبر 2025 الساعة 09:20 صباحاً

في مفارقة مؤلمة تلخص مأساة اليمن، تعلن الحكومة عن 17 ألف وظيفة جديدة بينما مئات الآلاف من الموظفين لم يتسلموا رواتبهم منذ 5 أشهر كاملة. هذا القرار الصادم الذي أعلنه وزير الخدمة المدنية يشبه إشعال النار في بيت لتدفئة غرفة واحدة فيه، ويطرح سؤالاً مؤلماً: هل تحل الحكومة مشكلة بخلق مشاكل أكبر؟

خلال اجتماع افتراضي عبر منصة زوم، أعلن الدكتور عبد الناصر الوالي قراراً ينفذ فوراً بنقل صلاحيات التوظيف إلى المحافظات، متجاهلاً صرخات الموظفين الذين يعيشون على فتات المساعدات. أحمد الصالحي، موظف في التربية بتعز وأب لأربعة أطفال، يروي مأساته: "أطفالي يسألونني عن مصروف المدرسة وأنا لا أملك ثمن الخبز، بينما الحكومة تتحدث عن وظائف جديدة كأن مشاكلنا لا تعنيها". الأرقام تكشف الفضيحة: 3.4 مليون دولار أعباء شهرية جديدة لرواتب لن تُدفع، بينما الديون المتراكمة تنزف خزينة فارغة أصلاً.

جذور هذه الكارثة تمتد عبر سنوات من الصراع المدمر والسياسات العشوائية. منذ 2014، تحولت اليمن إلى دولة منقسمة تدير مؤسساتها بالاقتراض والمساعدات، بينما معدل البطالة يتجاوز 35% وأكثر من 70% من موظفي الدولة محرومون من رواتبهم المنتظمة. الدكتور محمد العريقي، خبير الإدارة العامة، يحذر: "اللامركزية دون رقابة مركزية ستفتح الباب أمام فوضى إدارية شاملة، وسنشهد توظيفاً بالواسطة والمحسوبية أكثر من أي وقت مضى". المقارنة مرعبة: الوضع يشبه انهيار الإمبراطورية العثمانية حين كانت تعين موظفين جدد بينما لا تستطيع دفع رواتب القدامى.

في بيوت الموظفين، تسود أجواء من اليأس والغضب المكتوم. فاطمة الحميري، خريجة محاسبة تنتظر فرصة عمل منذ ثلاث سنوات، ترى بصيص أمل رغم الظروف القاسية: "ربما تكون هذه فرصتي أخيراً، لكن كيف أثق في حكومة تخذل موظفيها الحاليين؟" المعادلة قاسية: 17 ألف حلم جديد مقابل مئات الآلاف من الأحلام المحطمة. التأثير على الحياة اليومية كارثي - أطفال بلا مصروف مدرسي، مرضى يموتون أمام أبواب المستشفيات، وأسر كاملة تعيش على المساعدات بينما تتحدث الحكومة عن التوسع في التوظيف.

بينما تسعى الحكومة لرسم صورة الإصلاح والتطوير، يبقى السؤال الأهم معلقاً في أذهان الملايين: هل يمكن بناء مستقبل من أنقاض الحاضر؟ الخبراء يتوقعون سيناريوهات قاتمة - من انهيار جزئي للنظام الإداري إلى تفاقم الانقسام الاجتماعي. لكن ربما تكمن الحقيقة المرة في أن اليمن، بهذه القرارات المتناقضة، يحفر قبره بيديه بينما العالم يراقب صامتاً.

شارك الخبر