في صرخة مدوية، أعلن الفنان المصري حمدي الوزير عن غضبه من لقب "أشهر متحرش في السينما المصرية"، الذي لحق به منذ أدائه لدوره الشهير في فيلم "المغتصبون" عام 1989. ثلاثة عقود كاملة عانى فيها الوزير من اختزال مسيرته الفنية الثرية في مشهد واحد. هذا الظلم التاريخي خلف جرحًا عميقًا في نفسية الفنان، داعياً الجمهور لإعادة تقييم إنجازاته. الفرصة الأخيرة هي الآن لإعطاء حمدي الوزير حقه الذي طال انتظاره.
أكد الوزير أن دوره في "المغتصبون" كان هدفه التوعية، وليس الدفاع عن الجرائم، مُشيراً إلى أنه تلقى تقديراً فنياً كبيراً بهذا الشأن. 35 عاماً من الألقاب غير المستحقة جعلت من الفنان مادة للسخرية عبر وسائل التواصل. قال الوزير في تصريحات حديثة: "اختزل البعض تاريخي الفني الثري في مشهد واحد... هذا ظالم". وأضاف أن التمثيل يعني الإبداع وليس الربط المعنوي بين الشخصية والممثل. يروي الناقد السينمائي د. أحمد سليم: "لقد كان أداء الوزير في المغتصبون عبقرياً ومؤثراً للغاية".
لقد كانت نظرة التحرش الشهيرة في الفيلم سببًا رئيسيًا في هذا اللقب، حيث تحولت إلى مادة دسمة للسخرية والميمز بين الأجيال الشابة. الفنانة ليلى علوي والنجم حسن حسني كانا جزءًا من هذا العمل التوعوي، مؤكدين أهمية الفيلم في توصيل الرسائل الاجتماعية. يحذر د. محمود قاسم، أستاذ علم النفس، من تأثير الصور النمطية على نفسية الفنانين، قائلاً: "القابلية للتأثر بهذه الصورة يمكنها التأثير بشكل كبير على حياة الفنان المهنية والشخصية".
تُعد هذه القضية فرصة لإدراك حقيقة حمدي الوزير وتاريخه الفني. بعض الأجيال الجديدة يعرفونه فقط من خلال الميمز الساخرة، مما قد يفتح نقاشاً حول عدالة تقييم الفنانين وتقدير مسيرتهم الفنية. بين متعاطفين ومُصرين على السخرية، تبقى الفرصة قائمة لإعادة اكتشاف إنجازات الوزير المُهملة. يضيف الخبير السينمائي أن مثل هذه القضايا قد تمكن من تغيير النظرة إلى كيفية تقييم الفنانين في مجتمعنا.
إلى متى ستبقى هذه الصرخة مجرد شكوى في الهواء؟ هل سنرى تغييرات فعلية في نظرة الجمهور لأدوار الفنانين بعيداً عن الألقاب النمطية؟ حان الوقت لنرى حمدي الوزير الحقيقي، وليس الصورة المشوهة.