الرئيسية / من هنا وهناك / مناشدة إنسانية عاجلة: 'نموت بلا علاج'... أهالي المخا يستغيثون بعد إغلاق المراكز الصحية 6 أشهر
مناشدة إنسانية عاجلة: 'نموت بلا علاج'... أهالي المخا يستغيثون بعد إغلاق المراكز الصحية 6 أشهر

مناشدة إنسانية عاجلة: 'نموت بلا علاج'... أهالي المخا يستغيثون بعد إغلاق المراكز الصحية 6 أشهر

نشر: verified icon رغد النجمي 15 أكتوبر 2025 الساعة 10:15 صباحاً

في مشهد مأساوي يهز الضمير الإنساني، يواجه 10,000 شخص في قرى يمنية نائية الموت البطيء منذ 180 يوماً متواصلة، بعد إغلاق جميع المراكز الصحية وسط انتشار الأوبئة القاتلة. هذه ليست مجرد أرقام، بل 10 آلاف روح بشرية تقف على حافة الهاوية في عصر الطب الحديث، بينما يلفّها صمت رسمي مطبق وكأنها تعيش في القرون الوسطى.

من قلب المأساة، انطلقت صرخة استغاثة مدوية من الناشط نضير الشويع، الذي كسر حاجز الصمت ليفضح واقعاً مروعاً: ثلاث قرى كاملة في مديرية المخا محرومة من أبسط حقوق الإنسان منذ ستة أشهر. "نموت بلا علاج"، هكذا لخّص الشويع معاناة أهالي المعامرة وجحزر والمحجر، حيث تنتشر الكوليرا والملاريا والحميات بسرعة النار في الهشيم، بينما الوحدات الصحية مقفلة بالسلاسل والمسؤولون غائبون عن المشهد.

وراء هذه الكارثة الإنسانية قصة إهمال مدروس وتقصير مفضوح من القيادات المحلية. الدكتور شوقي المخلافي، مدير مكتب الصحة بالمخا، لم يزر المراكز سوى مرة واحدة فقط منذ توليه المنصب، رغم البلاغات المتكررة عن توقف العمل. هذا التقصير ليس مجرد إهمال إداري، بل جريمة حقيقية بحق آلاف الأبرياء الذين يشاهدون أحباءهم يرحلون أمام أعينهم عجزاً وانكساراً. المشهد يذكرنا بالطاعون الأسود في العصور المظلمة، عندما كان الناس يموتون دون أمل في العلاج.

في قرية المعامرة، تروي أم سالم قصة ابنها البكر الذي فارق الحياة بسبب الملاريا، بينما كان أقرب مركز صحي مفتوح على بُعد ساعات من السفر الشاق. "كان يحتضر أمام عيني ولم أستطع فعل شيء"، تقول بصوت مخنوق بالدموع. هذه القصة المؤلمة تتكرر يومياً في بيوت لا تحصى، حيث تحولت الحياة إلى جحيم حقيقي لعائلات تبيع آخر ممتلكاتها للوصول إلى العلاج في مدن بعيدة، إن استطاعت.

الساعات تمر والوضع يزداد سوءاً، ومع كل شروق شمس جديد، يزداد عدد الضحايا في صمت مرعب. الخبراء يحذرون من تحول هذه الأزمة إلى كارثة وبائية إقليمية إذا لم يتم التدخل الفوري. السؤال الذي يلاحق الضمير الإنساني: كم من الأرواح البريئة يجب أن تزهق قبل أن تتحرك الضمائر الميتة وتفتح هذه المراكز المغلقة؟ هل سننتظر حتى تصل المأساة إلى أبوابنا، أم سنتحرك اليوم قبل فوات الأوان؟

شارك الخبر