شهد ميناء المعلا في عدن تطورًا لافتًا أعاد إليه وهجه التجاري، بعد أن استقبل للمرة الثانية خلال أسبوع سفينة دولية جديدة، في مؤشر واضح على عودة الثقة الدولية بالميناء وازدياد وتيرة النشاط البحري فيه بشكل غير مسبوق منذ سنوات طويلة.
ووصلت إلى الميناء سفينة تابعة لشركة "مرسى أوشن"، لتكمل ما بدأته السفينة الأولى قبل أيام، حيث جرى تفريغ حمولتها بزمن قياسي أثار إعجاب الشركة الملاحية، وأعاد تسليط الضوء على قدرة الميناء التشغيلية التي كانت شبه غائبة خلال السنوات الماضية.
هذا الأداء المتسارع أعطى رسالة قوية بأن ميناء عدن يستعيد تدريجيًا مكانته كمحور تجاري مهم في المنطقة، بعد تحسن ملحوظ في مستوى الخدمات والأمان وسلاسة الإجراءات، وهي عوامل ساهمت في جذب شركات ملاحية كانت مترددة في التعامل مع الميناء خلال الفترات السابقة.
عودة الحركة البحرية بهذه الوتيرة انعكست إيجابًا على الاقتصاد المحلي، إذ أدى انتظام دخول السفن إلى توفير السلع بشكل أفضل وخفض تكاليف النقل والاستيراد، الأمر الذي ساهم في تنشيط الأسواق وتوفير فرص عمل جديدة مرتبطة بالنشاط البحري والخدمات اللوجستية.
ومع هذا الزخم المتسارع، يرى خبراء الاقتصاد أن ما يحدث في ميناء عدن اليوم قد يشكل نقطة تحول حقيقية، لكنهم يشددون على ضرورة استثمار هذا النجاح عبر تطوير البنية التحتية وتعزيز قدرات الميناء حتى يتمكن من استعادة موقعه الإقليمي كمنفذ رئيسي للتجارة في البحر الأحمر وخليج عدن.
ومع تتابع هذه المؤشرات الإيجابية، يبرز سؤال محوري:
هل تكون هذه الخطوة بداية لمرحلة جديدة تجعل من ميناء عدن قوة اقتصادية تُعيد رسم المشهد التجاري لليمن؟
الإجابة تعتمد على قدرة الجهات المختصة على مواصلة البناء على هذا النجاح وتحويله إلى إنجاز دائم ومستقر.