الرئيسية / مال وأعمال / حصري: البنك المركزي اليمني يفتح قناة تعاون جديدة مع روسيا... هل تنقذ الاقتصاد المنهار؟
حصري: البنك المركزي اليمني يفتح قناة تعاون جديدة مع روسيا... هل تنقذ الاقتصاد المنهار؟

حصري: البنك المركزي اليمني يفتح قناة تعاون جديدة مع روسيا... هل تنقذ الاقتصاد المنهار؟

نشر: verified icon مروان الظفاري 26 نوفمبر 2025 الساعة 01:10 صباحاً

في تطور مفاجئ يمكن أن يعيد تشكيل خريطة الاقتصاد اليمني، فقد الريال اليمني 85% من قيمته منذ بداية الحرب، وها هي موسكو تمد يدها لإنقاذه من الانهيار الكامل. للمرة الأولى منذ عقود، يبحث اليمن عن شريك اقتصادي خارج النفوذ الغربي التقليدي، فيما يحتاج 24 مليون يمني إلى مساعدات عاجلة لا تحتمل التأخير.

في لقاء مغلق دام ساعتين بمقر البنك المركزي في عدن، جلس محافظ البنك أحمد غالب مع السفير الروسي د. يفغيني كودروف وسط حضور مستشارين اقتصاديين من الجانبين. الأرقام التي تناولوها كانت صادمة: 200 مiliار دولار خسائر تراكمية منذ بداية النزاع، و80% من السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية. "سالم المحمدي، صاحب محل صرافة في صنعاء، يروي مأساته: 'الدولار يرتفع كل يوم والناس لا تستطيع شراء الأساسيات، نحتاج أي حل ولو من القمر'." رائحة الحبر الطازج للوثائق الرسمية امتزجت مع همهمات القلق في أسواق الصرافة الخليجية.

العقوبات الغربية على روسيا دفعتها للبحث عن شركاء جدد في منطقة استراتيجية، بينما اليمن يغرق في أزمة مالية خانقة بعد فشل الدعم الغربي في تحقيق أي استقرار حقيقي. هذا التقارب يذكرنا بالتعاون السوفيتي-اليمني في السبعينيات، عندما بنى الاتحاد السوفيتي مشاريع حيوية في عدن. د. محمد العامري، أستاذ الاقتصاد بجامعة عدن، يؤكد: "روسيا طورت أنظمة دفع بديلة لا تعتمد على النظام المصرفي الغربي، وهذا بالضبط ما يحتاجه اليمن الآن." كما سعت مصر في الخمسينيات لتنويع شراكاتها بعيداً عن الهيمنة الغربية، يبدو أن اليمن يسير على نفس الطريق.

في أسواق صنعاء وعدن، يترقب الناس بقلوب واجفة أي بصيص أمل لاستقرار أسعار الخبز والوقود. أحمد الصنعاني، تاجر الحبوب، يقول بنبرة مليئة بالأمل: "نصلي أن تجلب هذه الاتفاقيات استقراراً للأسعار التي تقتل الفقراء يومياً." فاطمة الزهراء، الخبيرة الاقتصادية، ترى الأمر من زاوية مختلفة: "التنويع في الشراكات خطوة ذكية، لكن التحدي في التنفيذ وسط هذا الوضع الأمني المعقد." التوقعات تشير إلى إمكانية توقيع اتفاقيات تجارية خلال الشهرين القادمين، مع فرص استثمارية في مشاريع البنية التحتية التي تحتاجها البلاد بشدة.

هذا اللقاء التاريخي قد يكون نقطة تحول حقيقية للاقتصاد اليمني المنهار، أو مجرد خطوة دبلوماسية في لعبة سياسية أكبر. الاقتصاد اليمني، كمريض في العناية المركزة، يتشبث بأي أمل للنجاة من كارثة محققة. هل ستنجح موسكو حيث فشل الغرب في إنقاذ شعب كامل من الجوع والفقر، أم أن الحلم سيتبخر مع أول عاصفة سياسية قادمة؟

شارك الخبر