في تطور مطمئن أنهى ساعات من القلق والترقب، كشفت الأرصاد اليمنية عن تراجع العاصفة الإعصارية الشديدة "شاكتي" إلى مجرد عاصفة إعصارية عادية، بعد أن كانت تهدد بكارثة طبيعية تذكر بدمار إعصار "جونو" المرعب عام 2007. 100 كم/ساعة - هذا الرقم الذي كان يثير الرعب في نفوس الملايين أصبح الآن مجرد ذكرى بعد أن انخفضت قوة الإعصار بشكل كبير، فهل انتهى الخطر فعلاً أم أن هناك مفاجآت أخرى في الطريق؟
وفقاً لمركز التنبؤات الجوية والإنذار المبكر، فإن العاصفة التي كانت تحمل اسم "شاكتي" المرعب تراجعت من مستوى "شديدة" إلى "عادية" في منطقة شمال شرق ووسط غرب بحر العرب. "لقد شاهدت قوة الإعصار وهو يتشكل، السحب كانت تدور مثل دوامة عملاقة مرعبة"، يروي أحمد البحار الذي شهد اللحظات الأولى لتكون العاصفة. الآن، انخفضت سرعة الرياح إلى 83 كم/ساعة مع هبات تصل إلى 100 كم/ساعة، وهو ما يعني تراجعاً ملحوظاً في الخطر المباشر.
التاريخ يذكرنا بأن منطقة بحر العرب شهدت أعاصير مدمرة في الماضي، أبرزها إعصار "جونو" الذي ضرب المنطقة عام 2007 مخلفاً دماراً واسعاً. د. فاطمة الجوية، المتخصصة في الأعاصير المدارية، تؤكد أن "التراجع الحالي مؤشر إيجابي، لكن الطبيعة لا تزال قادرة على المفاجآت". العوامل الجوية المتغيرة، من درجة حرارة سطح البحر إلى الضغط الجوي والرياح الموسمية، تلعب دوراً حاسماً في تحديد مسار ومصير هذه العواصف المدارية.
بينما يتنفس سكان المناطق الساحلية الصعداء، يواصل الخبراء مراقبة الوضع على مدار 24 ساعة متواصلة. محمد الصياد، والد لثلاثة أطفال من شاطئ الحديدة، يراقب البحر بعيون مليئة بالحذر: "البحر لا يزال هائجاً، والأمواج تتلاطم بقوة، لكن الحمد لله أن الخطر الأكبر قد زال". المتوقع أن يستمر المنخفض بالحركة شرقاً وجنوب شرق، مع استمرار إضعاف شدته، مما يقلل من احتمالية تأثيره المباشر على السواحل اليمنية أو العُمانية.
رغم التطمينات الرسمية بعدم وجود تأثيرات مباشرة على اليمن، تبقى الأسئلة مطروحة حول مدى استقرار هذا التراجع. الأرصاد اليمنية تؤكد مواصلة المتابعة الدقيقة لتطورات الحالة، فيما يبقى السؤال الأهم: هل سنشهد موسماً هادئاً نسبياً، أم أن "شاكتي" مجرد بداية لسلسلة من التحديات الجوية القادمة؟