عدة أشهر مرت على فهد المولد في المستشفى، لكن 60 ثانية فقط كانت كافية لإثبات أن الوفاء لا يموت. في لحظة مؤثرة ومليئة بالمشاعر، قام 23 لاعباً من المنتخب السعودي بحمل قميص واحد يحمل رقم 19، قبل ساعات قليلة من المباراة الحاسمة أمام إندونيسيا. هذا المشهد المذهل لم تشهده الملاعب السعودية من قبل، وأكد أن الوفاء والتضامن قضايا لا تسقط بالتقادم.
في مباراة تحديد المصير على أرض ملعب "الإنماء" بمدينة الملك عبدالله الرياضية في جدة، ووسط حشود الجماهير الغفيرة، ظهرت لمسة الوفاء عندما رفع لاعبو الأخضر قميص زميلهم فهد المولد، الذي يرقد في المستشفى منذ عدة أشهر. ردود الفعل كانت فورية، حيث غمرت الدموع عيون الحاضرين وهم يشهدون هذا المشهد المؤثر. قال أحد لاعبي المنتخب: "قلوبنا مع فهد، ونحن نلعب من أجله".
خيّم صمت رهيب للحظات قبل أن تعلو الهتافات والدعاء، مُذكرة بالتضامن الرياضي الذي سبق وشهدته الملاعب العالمية، على غرار تضامن برشلونة مع أبيدال. توقعات الخبراء تؤكد أن هذا النوع من الدعم المعنوي قد يكون عاملاً مهماً في رحلة الشفاء والعودة للملاعب.
هذا الحدث لم يؤثر فقط على المباراة، بل أيضاً ألهم كافة الأفراد الحاضرين لدعم أحبائهم خلال المحن. بالنسبة للجماهير، كان يوماً يعزز الفخر والانتماء للمنتخب، حيث رددت الهتافات بقوة وحماسة. الفرصة الآن متاحة لترسيخ قيم الوفاء في المجتمع، وتحفيز الشباب نحو الالتزام بالأخلاق الرياضية النبيلة.
ختاماً، تحولت مباراة كرة قدم إلى درس في الإنسانية جمعاء، ممهداً الطريق لأمل جديد في شفاء وعودة فهد المولد. وبينما نتطلع إلى المستقبل، تبقى دعواتنا له حاضرة في كل لحظة. السؤال الذي يشغل الأذهان: "هل ستكون هذه اللحظة بداية معجزة شفاء فهد المولد؟"