الرئيسية / من هنا وهناك / بشرى سارة لليمنيين: الأردن توافق على استئناف رحلاتها المباشرة لمطار عدن... متى تبدأ؟
بشرى سارة لليمنيين: الأردن توافق على استئناف رحلاتها المباشرة لمطار عدن... متى تبدأ؟

بشرى سارة لليمنيين: الأردن توافق على استئناف رحلاتها المباشرة لمطار عدن... متى تبدأ؟

نشر: verified icon رغد النجمي 06 أكتوبر 2025 الساعة 06:55 مساءاً

بعد 8 سنوات من الانقطاع المؤلم، يقف ملايين اليمنيين على أعتاب لحظة تاريخية مرتقبة: عودة الطيران المباشر بين الأردن وعدن. في تطور مثير للآمال، كشفت مصادر دبلوماسية أن مطار عدن الدولي يستعد لاستقبال أول طائرة أردنية منذ بداية الحرب، بعد محادثات رسمية دخلت مراحلها الأخيرة. السؤال الذي يحرق قلوب الملايين: متى تحلق الطائرات مرة أخرى فوق سماء الأمل؟

في العاصمة الأردنية عمان، تجمّع مصير ملايين المسافرين اليمنيين حول طاولة مفاوضات واحدة. السفير جلال فقيرة ووزير النقل الأردني نضال القطامين تبادلا أكثر من مجرد كلمات مجاملة - تبادلا الأمل. "أحمد محمد، مريض سرطان من تعز، ينتظر منذ 6 أشهر موعداً في مستشفى الملك الحسين، والرحلة التي كانت تستغرق ساعتين أصبحت رحلة شاقة عبر عدة دول تكلفه ثروة صغيرة،" كما تروي مصادر طبية. 70% من اليمنيين يفضلون الأردن للعلاج الطبي - رقم يختصر حجم المأساة والأمل معاً.

قبل الحرب، كانت الأردن بمثابة الرئة التي يتنفس منها اليمن - مركزاً طبياً وتعليمياً وتجارياً حيوياً. الخطوط الملكية الأردنية كانت تسيّر عشرات الرحلات أسبوعياً، حاملة آمال المرضى وأحلام الطلبة وطموحات رجال الأعمال. اليوم، بعد تحسن نسبي في الأوضاع الأمنية، تعود المحادثات الجدية لإعادة إحياء هذا الشريان الحيوي. بروتوكولات التعاون الموقعة بين البلدين تنتظر التفعيل، كجسر معلق يحتاج فقط للمسمار الأخير.

فاطمة علي، طالبة طب يمنية في الأردن، لم تر أهلها منذ عامين. تكاليف السفر ارتفعت بنسبة 500% بسبب الطرق البديلة المعقدة، محولة حلم اللقاء إلى ترف باهظ الثمن. "سأكون من أوائل المسافرين عندما تعود الرحلات," تقول بعيون دامعة. الترتيبات الفنية واللوجستية اللازمة تتم على قدم وساق، بينما أم محمد من عدن تحسب الأيام على أصابعها، حالمة بزيارة ابنها المقيم في عمان. المسافة بين عمان وعدن أقصر من المسافة بين الرياض وجدة - حقيقة جغرافية تجعل المأساة أكثر إيلاماً والأمل أكثر قرباً.

استئناف الطيران لن يكون مجرد عودة للرحلات الجوية - بل عودة للحياة ذاتها. هدير محركات الطائرات عائد لسماء عدن سيكون أجمل سيمفونية تعزفها السماء بعد سنوات من الصمت. الخبراء يتوقعون بداية تدريجية برحلة واحدة أسبوعياً، لكن سرعة الأمل أسرع من أجنحة الطائرات. السؤال الذي يحرق القلوب: هل ستحلق طائرات الأمل قريباً فوق سماء اليمن، حاملة معها أحلام شعب صبر طويلاً؟

شارك الخبر