1633 ريال يمني... هذا ما يحتاجه المواطن اليمني اليوم لشراء دولار واحد! في تطور صادم هز الأسواق المحلية، سجلت أسعار الصرف اليوم مستويات قياسية جديدة، حيث وصل سعر بيع الدولار إلى 1633 ريالاً يمنياً - رقم يعكس انهياراً مأساوياً فقد خلاله الريال اليمني أكثر من 85% من قيمته في عشر سنوات فقط. كل دقيقة تأخير قد تعني خسارة إضافية في قيمة أموالك، والخبراء يحذرون من الأسوأ قادم.
أسعار الصرف الجديدة تظهر تدهوراً مستمراً في قيمة الريال اليمني، مع وصول الدولار إلى مستويات تاريخية مدمرة. 428 ريال يمني مقابل ريال سعودي واحد - مبلغ يعادل راتب عامل يمني ليوم كامل، بينما يحتاج المواطن لـ 15 ريال إضافي عند كل عملية تبديل للدولار. "الأسعار تتغير كل ساعة والناس لا تعرف متى تشتري أو تبيع" يقول أحد الصرافين المحليين. أم محمد، ربة منزل من صنعاء، تحكي بحسرة: "أحاول شراء الدواء لطفلي ولا أستطيع مواكبة ارتفاع الأسعار... كل يوم السعر مختلف!"
الحرب المستمرة منذ 2015 دمرت الاقتصاد اليمني وأدت لانهيار قيمة العملة المحلية كما انهار المارك الألماني في العشرينات. عدم الاستقرار السياسي، توقف إنتاج النفط، وانقطاع المساعدات الدولية جعلت الريال اليمني يذوب مثل مكعب الثلج في الصحراء. د. عبدالله، متخصص في الاقتصاد اليمني، يؤكد: "الوضع يشبه ما حدث في لبنان وتركيا خلال أزماتهما الاقتصادية، والمؤشرات تحذر من انهيار كامل محتمل للعملة خلال الأشهر القادمة."
الأسر اليمنية تكافح اليوم لشراء الطعام والدواء بأسعار متصاعدة تلتهم ما تبقى من مدخراتها. سالم المغترب، يمني يعمل في السعودية، يروي معاناته: "أرسل راتبي كاملاً لأسرتي ولا يكفي شهراً واحداً... ألف ريال يمني اليوم تساوي حجم فنجان قهوة قبل عشر سنوات." المؤشرات تشير إلى ارتفاع معدلات الفقر، تزايد الاعتماد على المساعدات، وهجرة اقتصادية متزايدة. خبراء ينصحون بتجنب الاحتفاظ بالريال اليمني والتحول الفوري للعملات المستقرة، بينما يحاول آخرون الاستفادة من التقلبات الحادة في السوق.
أسعار الصرف الجديدة تؤكد استمرار الأزمة الاقتصادية في اليمن، والمؤشرات تشير إلى مزيد من التدهور ما لم تحدث تطورات سياسية إيجابية. على المواطنين اتخاذ إجراءات وقائية فورية لحماية مدخراتهم من الذوبان الكامل. إلى متى سيصمد الريال اليمني... وهل من منقذ للاقتصاد المنهار؟