الرئيسية / محليات / عاجل: النازحون في عدن يستلمون مرتبات شهرين كاملين اليوم - تفاصيل نقاط الصرف
عاجل: النازحون في عدن يستلمون مرتبات شهرين كاملين اليوم - تفاصيل نقاط الصرف

عاجل: النازحون في عدن يستلمون مرتبات شهرين كاملين اليوم - تفاصيل نقاط الصرف

نشر: verified icon بلقيس العمودي 10 ديسمبر 2025 الساعة 06:05 مساءاً

بعد انتظار 60 يوماً مؤلماً، تنفس آلاف الموظفين النازحين في وزارة النقل الصعداء أخيراً. في دولة تشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم، تعود الابتسامة خجولة لوجوه محطمة بسنوات من المعاناة. السباق مع الزمن لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من كرامة الموظف اليمني يبدأ اليوم بخطوة صغيرة قد تعيد الأمل أو تزيد من خيبة الأمل.

"أخيراً سأستطيع إطعام أطفالي" - بهذه الكلمات اختصر أحمد النازح، موظف بوزارة النقل وأب لأربعة أطفال، مشاعر آلاف الموظفين الذين استقبلوا خبر صرف مرتبات شهري يناير وفبراير. فاطمة المصرفية في بنك عدن حوالة تعمل ساعات إضافية لضمان وصول المرتبات للمستحقين، تصف المشهد: "الوجوه التي أراها يومياً تحمل قصص معاناة، واليوم أرى بصيص أمل في عيونهم". شبكة نقاط الصرف المنتشرة في مختلف المديريات تشهد حركة استثنائية بعد أشهر من الهدوء المميت.

هذه ليست المرة الأولى التي يواجه فيها الموظفون اليمنيون أزمة مرتبات، لكنها الأطول والأقسى منذ بداية الحرب عام 2014. د. محمد الاقتصادي، خبير في الشؤون المالية اليمنية، يوضح: "تراكمات المرتبات ليست مجرد أرقام، بل كرامة إنسان وحياة أسر كاملة". مثل إعادة إحياء الأمل في زمن الحرب، كما حدث في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، يحاول اليمنيون إعادة بناء ثقتهم في مؤسساتهم المنهارة. السؤال الذي يطرحه الخبراء: هل هذا حل دائم أم مجرد مسكن مؤقت؟

في طوابير طويلة أمام البنوك، تختلط رائحة العرق مع تنهدات الارتياح. علي النازح، شاهد على لحظة استلام راتبه بعد انتظار طويل، يصف مشاعره: "كانتظار المطر في الصحراء، جاءت المرتبات لتروي ظمأ الانتظار". لكن الفرحة مشوبة بالقلق - راتب شهرين اليوم يساوي ثمن كيس أرز واحد كان يكلف عُشر هذا المبلغ قبل الحرب. 70% تدهور في القوة الشرائية للريال اليمني منذ 2014، رقم يكشف حجم المأساة الاقتصادية التي يعيشها 4 ملايين نازح داخلياً.

بينما تنتشر أصوات الازدحام في نقاط الصرف وتظهر ابتسامات خجولة على الوجوه المتعبة، يبقى السؤال الأكبر معلقاً في الهواء. هل ستكون هذه بداية الفرج لآلاف الموظفين النازحين أم مجرد راحة مؤقتة في رحلة المعاناة الطويلة؟ الأيام القادمة ستحمل الإجابة، لكن في هذه اللحظة، الأمل يعود ليضيء طريقاً مظلماً منذ عقد من الزمان.

شارك الخبر