في تطور مرعب يهز اليمن من أقصاه إلى أقصاه، أعلن مركز الأرصاد حالة الإنذار الأحمر لـ 12 محافظة يمنية تواجه ثلاثة أنواع من التهديدات الطبيعية القاتلة في يوم واحد! من صعدة شمالاً إلى أبين جنوباً، أكثر من 500 كيلومتر من الأراضي اليمنية تحت رحمة السيول المدمرة والانزلاقات الصخرية المميتة. الوقت ينفد والخطر يقترب - هل ستنجو الأرواح من هذا الكابوس الطبيعي؟
الرعب يسيطر على أحمد المزارع من تعز وهو يراقب السحب الداكنة تتجمع فوق مزرعته، متذكراً كيف دمرت السيول محصوله العام الماضي. "الأمطار الرعدية الغزيرة ستضرب المرتفعات الجبلية بقوة مرعبة"، تحذر د. فاطمة الأرصادية التي تعمل ليل نهار لتحديث التحذيرات. الأرقام صادمة: 6 مناطق بحرية مختلفة الظروف، و3 أنواع تضاريس تواجه عواصف متنوعة، بينما تهب الرياح بقوة محرك طائرة نفاثة وتندفع السيول بسرعة قطار مسرع.
هذه ليست المرة الأولى التي يواجه فيها اليمن مثل هذا التحدي المناخي المرعب. تذكرنا هذه التحذيرات بـسيول 2008 المدمرة التي قضت على قرى بأكملها في حضرموت، لكن هذه المرة المساحة المتأثرة أوسع بكثير. د. محمد الجوي، أستاذ علوم الغلاف الجوي، يؤكد أن "هذه التقلبات الجوية الحادة جزء من نمط مناخي أكبر يضرب المنطقة بأسرها". التضاريس اليمنية المتنوعة والموقع الاستراتيجي بين قارتين يحول البلاد إلى مسرح مفتوح للكوارث الطبيعية.
الحياة اليومية لملايين اليمنيين على وشك التوقف تماماً. المدارس ستُغلق أبوابها، الطرق الجبلية ستتحول إلى مصائد موت، والكهرباء قد تنقطع لأيام. سالم الصياد من الحديدة يشاهد بعينيه كيف تتحول الأمواج حول سقطرى إلى وحوش بحرية مفترسة. لكن وسط هذا الرعب، يبقى بصيص أمل - فالمزارعون يترقبون الفرصة الذهبية لري أراضيهم العطشى وتوفير مئات الآلاف من الريالات. الطبيعة تحمل وجهين: الدمار والإنعاش في آن واحد.
الساعات القادمة ستحدد مصير ملايين اليمنيين عبر 12 محافظة تقف على حافة الهاوية. التحذيرات الرسمية واضحة: تجنبوا مجاري السيول، ابتعدوا عن الوديان، تابعوا نشرات الطقس كل دقيقة. المركز الوطني للأرصاد رفع جميع الأعلام الحمراء، والطبيعة تستعد لإظهار قوتها المدمرة. هل سيتمكن اليمنيون من تجاوز هذا الامتحان الطبيعي سالمين، أم أن العواصف ستفرض كلمتها الأخيرة على أرض اليمن السعيد؟