4 مليارات عام من الصمت المريخي قد تنتهي اليوم. الصخور الطينية المريخية تحمل نفس العلامات الحيوية للأرض القديمة. العلماء يقولون: هذا أقرب ما وصلنا إليه لإثبات وجود حياة خارج الأرض. الإنجاز مذهل وكشف النقاب عن سر كوني ينتظر من يفك رموزه. التفاصيل ستفتح الأفق للعديد من التساؤلات.
في اكتشاف تاريخي يشعل نيران الفضول العلمي، أعلنت وكالة ناسا عن عثور مركبة بيرسيفيرانس على كربون عضوي ومعادن مختزلة في صخور طينية بفوهة جيزيرو على المريخ، إشارة قديمة تعود إلى 4 مليارات سنة.
تعليقا على الاكتشاف، يقول د. أحمد الفضلي، خبير الجيولوجيا الفضائية: "هذه التفاعلات الكيميائية على الأرض ترتبط عادة بميكروبات، مما يعيد تشكيل فهمنا لإمكانية الحياة على الكواكب الأخرى". هذه الاحتمالات تلهب عقول العلماء بتخيل ماضٍ كان الكوكب الأحمر فيه مضيفًا للحياة.
يصف د. محمد السويدي، عالم بيولوجيا فضائية وهو على وشك التقاعد: "سأتقاعد قبل أن أرى النتائج النهائية"، ويأتي ذلك بعد عقود من البحث المحموم عن أدلة تثبت وجود حياة على المريخ. العلماء منقسمون بين التفاؤل الحذر والحماس العلمي، حيث يستمر التشكيك حول هل المريخ في الماضي كان يحمل بيئات مائية مع معادن قيد التفاعل الكيميائي.
الاكتشافات التاريخية وتطلعات البشر لاستكشاف الكون تحيي بداخلنا روح المغامرة والسعي وراء الحقيقة. العودة المحتملة للعينات في 2030s تحمل الأمل والإثارة، إذ قد تثبت أو تنفي وجود حياة قديمة على الكوكب. الإلهام يلمس جيلًا جديدًا من الباحثين الذين سيتوجهون لدراسة علوم الفضاء.
بينما ننتظر عودة العينات، علينا أن ندعم استكشاف الفضاء والبحث العلمي بضروة، لذا السؤال يظل قائمًا: "هل نحن على وشك اكتشاف أننا لسنا وحيدين في الكون؟"
