الرئيسية / شؤون محلية / رسمياً.. 9 منتخبات أفريقية في مونديال 2026: فرصة تاريخية لمصر وحسام حسن يواجه التحدي الأكبر
رسمياً.. 9 منتخبات أفريقية في مونديال 2026: فرصة تاريخية لمصر وحسام حسن يواجه التحدي الأكبر

رسمياً.. 9 منتخبات أفريقية في مونديال 2026: فرصة تاريخية لمصر وحسام حسن يواجه التحدي الأكبر

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 25 أكتوبر 2025 الساعة 08:10 مساءاً

أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" رسمياً عن تخصيص 9 مقاعد للمنتخبات الأفريقية في كأس العالم تحت 17 عاماً 2026، في خطوة تاريخية تمثل زيادة بنسبة 80% عن النسخ السابقة. هذا القرار يفتح أبواب الأمل أمام منتخب مصر بقيادة المدرب حسام حسن، الذي يواجه الآن التحدي الأكبر في مسيرته التدريبية.

حقق منتخب مصر تأهلاً مثالياً لكأس العالم 2026 بعد حصوله على 26 نقطة من 10 مباريات، محققاً 8 انتصارات وتعادلين دون أي هزيمة. هذا الإنجاز وضع الفراعنة ضمن المنتخبات التسعة المتأهلة مباشرة، متفوقين على منافسين أقوياء مثل بوركينا فاسو الذي حل ثانياً برصيد 21 نقطة.

يمثل هذا التأهل إنجازاً استثنائياً لحسام حسن، الذي أصبح رابع مدرب في التاريخ يقود منتخب مصر إلى نهائيات كأس العالم، والثاني من الجنسية المصرية بعد الأسطورة محمود الجوهري. هذا التحدي يضع العبء الكبير على كاهل المدرب المثير للجدل، خاصة وأن النجاح في المونديال سيضعه في مرتبة تاريخية مميزة.

لا تقتصر الفرصة التاريخية على مصر وحدها، بل تشمل قارة أفريقيا بأكملها. فللمرة الأولى في تاريخ البطولة، ستحظى القارة السمراء بتمثيل قياسي يعكس النمو المتزايد لكرة القدم الأفريقية على المستوى العالمي. هذا التوسع يأتي ضمن خطة فيفا لزيادة عدد المنتخبات المشاركة إلى 48 منتخباً، مما يتيح فرصاً أكبر للقارات النامية كرة قدم.

رغم التأهل المضمون، يواجه حسام حسن تحديات جمة في الفترة المقبلة. فبطولة كأس الأمم الأفريقية 2025 بالمغرب ستمثل الاختبار الحقيقي لقدراته التدريبية، حيث تتزايد الأصوات المطالبة بضرورة تحقيق إنجاز كبير في البطولة القارية. هذا الضغط يتصاعد خاصة مع وجود توقعات عالية من الجماهير المصرية التي تنتظر عودة الألقاب بعد سنوات من الجفاف النسبي.

التحدي الأكبر الذي يواجهه حسام حسن يكمن في إدارة الضغوط النفسية والإعلامية. فبعض التقارير تشير إلى احتمالية تغيير الجهاز الفني حال عدم تحقيق نتائج مرضية في كأس الأمم الأفريقية، رغم النجاح في التأهل للمونديال. هذا الوضع يضعه في موقف حساس، حيث عليه أن يوازن بين الطموحات الجماهيرية والواقع الفني للفريق.

تاريخياً، تعتبر مشاركة 9 منتخبات أفريقية في المونديال حدثاً فارقاً يعكس تطور كرة القدم في القارة. فمنذ إطلاق البطولة، لم تحظ أفريقيا بمثل هذا التمثيل الواسع، مما يعني فرصاً أكبر لإثبات القدرات الفنية للاعبين الأفارقة أمام الأندية الأوروبية الكبرى.

بالنسبة منتخب مصر، فإن المشاركة في مونديال 2026 ستكون الرابعة في تاريخه، بعد مشاركات 1934 و1990 و2018. هذا التسلسل التاريخي يضع مسؤولية إضافية على حسام حسن لضمان ظهور مشرف يليق بتاريخ الكرة المصرية العريق.

يحظى حسام حسن بدعم جهاز فني متماسك يضم شقيقه إبراهيم حسن كمدير للمنتخب، إلى جانب طارق سليمان كمدرب عام ومحمد عبد الواحد كمساعد مدرب. هذا التماسك في الجهاز قد يكون عاملاً حاسماً في نجاح المهمة، خاصة أن التفاهم بين أعضاء الطاقم الفني ضروري لتحقيق الاستقرار المطلوب.

من ناحية أخرى، تشهد القارة الأفريقية منافسة شرسة بين المنتخبات الكبرى للحصول على المقاعد المتبقية. فبينما ضمنت المغرب وتونس ومصر والجزائر وغانا وكوت ديفوار تأهلها، تستمر المعارك في المجموعات الأخرى حيث تواجه منتخبات مثل نيجيريا والسنغال تحديات صعبة للحصول على بطاقات العبور.

الفرصة التاريخية لا تقتصر على المشاركة فحسب، بل تمتد إلى إمكانية تحقيق إنجازات كبيرة في البطولة نفسها. فالزيادة في عدد المنتخبات المشاركة تعني مجموعات أقل تنافسية نسبياً، مما قد يتيح للمنتخبات الأفريقية فرصاً أفضل للوصول إلى مراحل متقدمة لم تصلها من قبل.

على الصعيد الشخصي، يسعى حسام حسن لتحقيق إنجاز فريد في تاريخ كرة القدم المصرية، بأن يصبح اللاعب والمدرب الوحيد الذي شارك في كأس العالم بالصفتين. هذا الإنجاز سيضعه في مكانة خاصة لن ينافسه عليها أحد، خاصة وأنه شارك كلاعب في مونديال 1990 وسجل هدف التأهل الحاسم ضد الجزائر.

التحدي الأكبر أمام حسام حسن يتمثل في إدارة التوقعات المتضاربة. فبينما يطالب البعض بضرورة الفوز بكأس الأمم الأفريقية، يركز آخرون على أهمية الأداء الجيد في المونديال. هذا التوازن بين الأهداف قصيرة وطويلة المدى يتطلب حكمة تدريبية عالية ومرونة في التعامل مع الضغوط المختلفة.

ختاماً، تمثل الفرصة التاريخية لـ 9 منتخبات أفريقية في مونديال 2026 نقطة تحول مهمة في تاريخ كرة القدم القارية. وبالنسبة لحسام حسن ومنتخب مصر، فإن هذه الفرصة تحمل في طياتها إمكانيات هائلة لكتابة فصل جديد مشرق، شريطة النجاح في تجاوز التحديات الراهنة وتحويل الضغوط إلى دافع للإنجاز.

شارك الخبر