الرئيسية / شؤون محلية / من 3 أيام إلى 3 ساعات فقط.. منفذ الطوال-حرض يختصر 1300 كم من معاناة اليمنيين
من 3 أيام إلى 3 ساعات فقط.. منفذ الطوال-حرض يختصر 1300 كم من معاناة اليمنيين

من 3 أيام إلى 3 ساعات فقط.. منفذ الطوال-حرض يختصر 1300 كم من معاناة اليمنيين

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 29 أكتوبر 2025 الساعة 08:45 مساءاً

أعاد منفذ الطوال-حرض الحدودي تشكيل واقع السفر بين السعودية واليمن بصورة جذرية، حيث نجح في اختصار رحلة كانت تستغرق ثلاثة أيام كاملة من المعاناة والإرهاق إلى مجرد ثلاث ساعات مريحة فقط، محققاً بذلك نقلة نوعية تاريخية في حياة آلاف المغتربين اليمنيين.

يمثل هذا التطوير الاستثنائي ثورة حقيقية في عالم التنقل، إذ قلص المسافة من 1500 كيلومتر عبر الطرق البديلة الشاقة إلى 200 كيلومتر فقط عبر المنفذ المطور حديثاً. هذا الإنجاز النوعي جاء بعد سنوات من الانتظار والمعاناة التي واجهها اليمنيون منذ إغلاق المنفذ في عام 2015 بسبب الظروف الأمنية آنذاك.

Image

كان المسافرون اليمنيون يضطرون قبل إعادة الافتتاح لسلوك طرق معقدة ومكلفة تستنزف الوقت والجهد والمال، مما جعل زياراتهم لأوطانهم محدودة للغاية. العمالة اليمنية المقيمة في المملكة كانت تكتفي بزيارة واحدة سنوياً لعائلاتها بسبب المشقة والتكلفة العالية للسفر عبر الطرق البديلة الطويلة التي تمتد عبر عدة دول ومنافذ متعددة.

التطوير التقني المتطور الذي شهده منفذ الطوال-حرض يشمل استخدام أحدث تقنيات الفحص والعبور، مع تطبيق منظومة ذكية لإدارة الحركة تعتمد على الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة. هذه التحسينات الجذرية مكنت من تحقيق انسيابية غير مسبوقة في حركة المسافرين والبضائع، مما عزز من كفاءة العمليات بشكل ملحوظ وقلل أوقات الانتظار إلى الحد الأدنى.

شهدت البنية التحتية للمنفذ تحديثاً شاملاً شمل تحسين شبكة الطرق المؤدية إليه وإنشاء مرافق خدمية متطورة تستجيب لاحتياجات جميع المسافرين. هذا الاستثمار الضخم في التطوير يعكس التزاماً سعودياً راسخاً بتسهيل التواصل مع الأشقاء اليمنيين وتعزيز الروابط الإنسانية بين الشعبين، ويأتي ضمن رؤية المملكة الطموحة لتطوير شبكات النقل مع الدول المجاورة وتحقيق التكامل الإقليمي.

Image

الآثار الإنسانية العميقة لهذا المشروع تتجلى بوضوح في قصص لم الشمل التي بدأت تتحقق على أرض الواقع. أصبح بإمكان العامل اليمني المقيم في المملكة زيارة أطفاله ووالديه بشكل منتظم شهرياً بدلاً من الزيارة السنوية الواحدة التي كانت متاحة سابقاً، مما يقوي الروابط الأسرية والاجتماعية ويحافظ على الهوية الثقافية للمجتمع اليمني.

انعكس التطوير إيجابياً على الحركة التجارية بين البلدين، حيث شهدت التجارة البينية نمواً متسارعاً نتيجة انخفاض تكاليف النقل وتقليص مدة الشحن من عدة أيام إلى ساعات قليلة. هذا التحسن فتح آفاقاً واعدة أمام التجار والمستثمرين في كلا البلدين وعزز من القدرة التنافسية للمنتجات المتبادلة، كما ساهم في تحريك عجلة التنمية في المناطق الحدودية بشكل ملموس.

التخطيط الاستراتيجي والتنفيذ الاحترافي الذي تميز به المشروع راعى أحدث المعايير العالمية في إدارة الحدود والمنافذ الدولية، مما رسخ نموذجاً متقدماً في إدارة المعابر الحدودية يحتذى به على مستوى المنطقة. هذا الإنجاز يؤكد قدرة المملكة على تحويل التحديات إلى فرص تنموية تخدم الشعوب والمجتمعات المحيطة.

اخر تحديث: 30 أكتوبر 2025 الساعة 12:00 صباحاً
شارك الخبر