في أقل من 12 ساعة، تحولت غرفة التحرير من مكان عمل إلى مكان عزاء. قلم توقف عن الكتابة فجر الأحد، وصوت صمت إلى الأبد. الموت لا ينتظر، والفراق لا يستأذن. صحيفة الرياض تودع زميلها الغالي، وكل زملائه يعانون من فراغ لا يمكن ملؤه بسهولة. تفاصيل دقيقة تشوق للمعرفة سنخوضها.
في حدث مفاجئ، فقدت أسرة تحرير صحيفة الرياض زميلها سعود العتيبي فجر الأحد 22/3/1447هـ، حيث تم الصلاة عليه بعد صلاة العصر في جامع المهيني. كانت الصدمة كبيرة على مستوى الوسط الإعلامي والعائلة، حيث تم التأكيد على الفقدان من قبل "أسرة التحرير" بعبارة واحدة ترددها كل شفاه: "إنا لله وإنا إليه راجعون".
العتيبي كان جزءاً من مسيرة مهنية مشرقة في صحيفة عريقة، قدر الله وحكمته شاء أن يفقد اللغة الصحفية أحد أيقوناتها. كفقدان الأدب العربي لنجيب محفوظ، لا يُملأ فراغه بسهولة. بينما تتجلى أهمية تقدير المبدعين في حياتهم، يُلهم الراحل الأجيال القادمة بقصة نجاحه.
النقص الذي يشعر به قراء الرياض واضح في غياب مقالاته اليومية التي اعتادوا عليها. حدثت ردود أفعال متعددة، من حزن يسيطر على المكاتب إلى تعازي متدفقة من محبي الراحل، الأمر الذي يعكس أهمية "تقدير الأحياء" قبل فوات الأوان.
لا شك أن وفاته تشكل فقداناً لا يُعوض للوسط الإعلامي. لكن ذكرى سعود العتيبي ستبقى، وإرثه في الصحافة سيستمر. هل نقول لزملائنا كم نقدرهم في حياتهم؟ إنها دعوة للجميع أن يتذكروا أن الحياة قصيرة، وأن التقدير لا يجب أن يأتي متأخراً.
