في تطور مثير يزعزع مفهوم المكافآت في عالم كرة القدم، حصل حارس المرمى نواف العقيدي على عقد جديد مع نادي النصر السعودي يمتد حتى 2027. فاجأت إدارة النادي الجميع برفع راتب العقيدي السابق، الذي لم يتجاوز 3 ملايين ريال، ليكون متساويًا مع زملائه المحليين، ما يعكس اعترافًا بمواهبه الاستثنائية وسط أجواء تسيطر عليها الرواتب الباهظة للنجوم الأجانب.
جاء قرار النادي هذا بعد الأداء المميز الذي قدمه العقيدي خلال 42 مباراة، حيث نجح في الحفاظ على شباكه نظيفة في 13 لقاء، مما دفع بالمدرب البرتغالي جورجي جيسوس إلى الاعتماد عليه بشكل أساسي، خاصة بعد الأخطاء المتكررة من الحارس البرازيلي ماثيوس بينتو. ويعرب جوزيه سيميدو، الرئيس التنفيذي للنادي، عن ثقته في أن رفع قيمة راتب العقيدي سيكون خطوة محورية لتحفيزه على المواصلة بنفس المستوى.
الجدير بالذكر أن العقيدي تألق بشكل لافت تحت الأضواء حين نافس بشراسة في مباراة النصر الأخيرة ضد التعاون، والتي انتهت بفوز ساحق بنتيجة 5-0. ويحكي سالم، شاب يبلغ من العمر 19 عاماً من أكاديمية النصر، عن تأثير قرار النادي عليه قائلاً: "العقيدي يجسد الصورة الحقيقية لقدرة المواهب المحلية على التفوق".
بالعودة إلى الخلفية المعقدة للحادثة، نجد أن القرار ينبع من تجربة سابقة اعتمدت فيها الأندية الكبرى بشكل متزايد على المواهب الأجنبية على حساب المحترف المحلي. يعزو الخبراء هذا التحول إلى رؤية واضحة تسعى لإثراء كرة القدم السعودية، تحقيقاً لأهداف رؤية 2030.
هذا القرار سيكون له تأثيرات فورية وقصيرة المدى على أداء الفريق، إذ من المتوقع أن يعزز من معنويات اللاعبين المحليين ويزيد من ثقتهم الذاتي، مما يشعل نار التنافس بين حراس المرمى ويمدهم بالزخم لتحقيق المزيد من الإنجازات.
لكن يبقى السؤال: هل سيمثل نواف العقيدي نقطة تحول نحو سياسة أكثر إنصافًا للمواهب السعودية، أم سيكون مجرد حالة استثنائية؟
