180 شركة فقط دمرت كوكباً بأكمله، واليوم يقف رجل واحد عمره 54 عاماً أمام إحداها مطالباً بالعدالة في لحظة تاريخية غير مسبوقة، حيث يرى عارف بوجيانتو، صياد بسيط، وطنه يغرق أمام عينيه، حيث أصبحت جزيرته مهددة بالغرق. بينما تقرأ هذه الكلمات، ترتفع المياه في جزيرة باري بمعدل 3 ملليمترات أخرى. إنها المواجهة العظمى بين الفرد والعملاق - بين كل من يشعر بمعاناة التغير المناخي وبين أصابع الاتهام نحو المسؤولين. فتابع معنا لنكشف خبايا هذه القضية التي قد تغير وجه العالم إلى الأبد.
شهدت المحاكم السويسرية مواجهة مثيرة بين عارف بوجيانتو، صياد إندونيسي من جزيرة بولاو باري، وشركة الأسمنت السويسرية العملاقة "هولسيم"، حيث يطالب بوجيانتو بتعويضات عن الأضرار الناجمة عن ارتفاع منسوب المياه. إذ تُعد هولسيم واحدة من 180 شركة أطلق عليها معهد المساءلة المناخية أنها بين الأكثر إسهاماً في الانبعاثات الكربونية. "إننا نفقد جزيرتنا بسبب تغير المناخ"، قالها عارف مثقلاً بالأمل والغضب.
وتعود جذور الدعوى القضائية إلى تراكم طويل للانبعاثات الكربونية منذ عصر ما قبل الصناعة، حيث تُعتبر هولسيم من بين الشركات الأشد تأثيراً. وخبراء القانون يرون في هذه القضية سابقة قد تكون أشبه بما جرى في قضايا التدخين الكبرى، مما يفتح الباب أمام آلاف الدعاوى حول العالم. بدورها، أكدت إيبوه أسمانيا: "نحن ضحايا المناخ، نريد النضال من أجل حقوقنا".
يمكن أن تغير هذه القضية الطريقة التي تُحاسب بها الشركات، فقد تؤثر على أسعار مواد البناء والتأمين، وقد تتيح فرصاً للاستثمار في التقنيات الخضراء. بينما تعم حالة من القلق بين الشركات الصناعية الكبرى، فإن نشطاء البيئة يشجعون المحكمة على تقديم سابقة قانونية تاريخية في محاسبة المسؤولين. هل سنشهد انتصاراً للعدالة المناخية؟ أو سيبقى الوضع على حاله؟
سواء حقق سكّان جزيرة باري النصر أمام هولسيم أم لا، فإن العالم يراقب ويسأل: متى سيحين دور الشركات الأخرى في مواجهة العدالة؟ على الجميع متابعة تطورات هذه القضية لدعم الضحايا والضغط لتحقيق المساءلة، لأن القضية ليست حول إن كانت شركات أخرى ستواجه دعاوى مماثلة، بل متى ستكون مستعدة لتقديم عدالة بيئية حقيقية؟