بعد 6 أشهر من الغياب القسري، عاد أحد أهم المخرجين في تاريخ الإعلام المصري في حدث هز الوسط الفني، حيث ظهر المخرج عمر زهران لأول مرة في عيد ميلاد مفيدة شيحة الذي أُقيم وسط أجواء من الترقب والدهشة. الرجل الذي صنع نجوم الإعلام المصري ظهر لأول مرة وسط تصفيق وتساؤلات، مما يثير سؤالاً محوريًا: هل يستحق المبدع فرصة ثانية؟
كانت الأجواء مشحونة بالمشاعر، حيث دخل عمر زهران الحفل بعد خروجه من السجن بتطبيق الإفراج الشرطي (مدة الحكم النهائي: عام واحد، 6 أشهر تمت بالفعل بموجب الإفراج الشرطي). تحدثت مفيدة شيحة، المذيعة الشهيرة التي تم الاحتفال بعيد ميلادها، بحب عن زهران قائلة: "ده أستاذي الدنيا كلها بتحبك يا عمر"، مما أثار فرحة ممزوجة بالتساؤل حول مستقبله بقوة. وأضافت: "الجميع كان في انتظار هذه اللحظة التي تجمع بها زهران مع زملائه الذين يتذكرونه بابتسامة وتقدير."
قضية عمر زهران لم تكن بالقضية العادية، إذ تم اتهامه بسرقة مجوهرات الفنانة التشكيلية شاليمار شربتلي، وهو ما أثار ضجة في الوسط الفني. القوانين المصرية التي سمحت له بالإفراج الشرطي بعد قضاء نصف المدة، كانت نقطة حوار ساخنة بين مؤيد ومعارض. محامي الدفاع، عصام البطاوي، أكد أن الإفراج جاء بناءً على اللوائح القانونية السليمة، وهو ما يفتح مجالاً للتساؤل عن مدى تأثير هذه العودة على مشهد الإعلام.
عائلة ومن هم في محيط زهران باتوا يتساءلون عن تأثير العودة على حياتهم اليومية، خاصة المذيعين الشباب الذين تلقوا تدريبات تحت إشرافه. مع محاولات زهران لإعادة كتابة تاريخه المهني، بات الفصل بين السلوك الشخصي والمهني إشكالية جديدة، يحمل معها فرصاً وتحديات لا تُحصى. بينما تُثار النقاشات حول إمكانية استعادة ثقة الوسط الفني، يرى بعض زملائه أن الفرصة الثانية قد تكون مفتاح إعادة الصواب لمسيرته.
عندما ننظر إلى مستقبل عمر زهران، نسأل أنفسنا: "هل يستحق كل مبدع فرصة ثانية بغض النظر عن أخطائه؟" السؤال الذي يظل مفتوحاً في الأفق يجبرنا على التفكير في كيفية مواجهة المجتمع للتحديات الفردية التي تمتزج بالإبداع والتجربة.