الرئيسية / شؤون محلية / بعد توتر العلاقات: كيف أوقف التعاون اللبناني-السعودي شحنة كوكايين بـ15 مليون دولار؟
بعد توتر العلاقات: كيف أوقف التعاون اللبناني-السعودي شحنة كوكايين بـ15 مليون دولار؟

بعد توتر العلاقات: كيف أوقف التعاون اللبناني-السعودي شحنة كوكايين بـ15 مليون دولار؟

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 06 سبتمبر 2025 الساعة 07:25 صباحاً

كشف وزير الداخلية والبلديات اللبناني أحمد الحجار عن نجاح عملية أمنية مشتركة مع السعودية أدت إلى ضبط شحنة كوكايين ضخمة بقيمة 15 مليون دولار، في تطور يعكس تحسناً ملحوظاً في العلاقات الأمنية بين البلدين بعد فترة من التوتر الدبلوماسي.

وأوضح الحجار في تصريحات إعلامية أن التعاون الوثيق مع الجانب السعودي مكّن من تفكيك شبكات إجرامية متخصصة في تهريب المخدرات عبر طرق متطورة ومعقدة، مشيراً إلى أن المعلومات الاستخباراتية الدقيقة التي وردت من المملكة العربية السعودية لعبت دوراً محورياً في نجاح العملية.

تضمنت العملية ضبط 125 كيلوغراماً من مخدر الكوكايين كانت مخبأة بطريقة احترافية داخل 840 غالوناً من الشحوم والزيوت الصناعية، في تقنية تهريب متقدمة تهدف لتضليل أجهزة التفتيش التقليدية. وكانت الشحنة قادمة من البرازيل عبر مسار معقد مر بسلطنة عمان قبل وصولها إلى ميناء طرابلس شمال لبنان.

وأكد المتحدث الأمني لوزارة الداخلية السعودية العميد طلال الشلهوب أن المتابعة الأمنية الاستباقية لنشاطات الشبكات الإجرامية، وبناءً على معلومات قدمتها المديرية العامة لمكافحة المخدرات للجهاز النظير في لبنان، أثمرت عن إحباط محاولة التهريب هذه.

يمثل هذا التنسيق الأمني تطوراً لافتاً في العلاقات اللبنانية-السعودية، خاصة بعد فترة من التوتر شهدتها العلاقات الدبلوماسية نتيجة لمخاوف سعودية من تحوّل لبنان إلى منصة لتهريب المخدرات نحو أراضي المملكة، الأمر الذي أدى إلى تعليق بعض الصادرات اللبنانية.

التحول الإيجابي في الموقف السعودي وتقديم الدعم الاستخباراتي والتقني للسلطات اللبنانية يعكس رغبة واضحة لدى الرياض في دعم مؤسسات الدولة اللبنانية، وتحديداً الأجهزة الأمنية، في مواجهة الجماعات والشبكات الخارجة عن القانون التي استغلت الفوضى السياسية والاقتصادية.

وكشف وزير الداخلية اللبناني عن توقيف شخصين حتى الآن على خلفية هذه العملية، مؤكداً أن التحقيقات مستمرة وأن أجهزة الأمن تلاحق متورطين آخرين قد يكونون جزءاً من شبكة إقليمية للتهريب تمتد عبر حدود عدة دول.

يأتي هذا الدعم في إطار مبادرة إقليمية أوسع تقودها السعودية لمكافحة تهريب المخدرات عبر الحدود البرية والبحرية، وتحديداً تلك القادمة من دول تنتشر فيها مصانع المواد المخدرة أو تستخدم كممرات عبور، مما يعزز من فعالية الجهود الإقليمية المشتركة.

وتأمل السلطات اللبنانية أن تساهم هذه العملية الناجحة في استعادة ثقة المجتمعين العربي والدولي في قدرة لبنان على بسط السيطرة الأمنية، وأن تفتح الباب أمام استعادة العلاقات الطبيعية مع دول الخليج، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تجعل من التعاون الإقليمي ضرورة وطنية.

شارك الخبر