في تطور صادم هز عالم الآباء والأمهات الجدد، كشفت وزارة الداخلية السعودية عن قائمة شاملة تضم أكثر من 50 اسماً محظوراً تماماً للمواليد الجدد، مع فرض عقوبات صارمة على المخالفين تشمل الغرامات المالية ورفض التسجيل. هذا القرار الحاسم، الذي يطال 100% من المواليد دون استثناء، يأتي في إطار جهود غير مسبوقة للحفاظ على الهوية الثقافية والدينية للمملكة.
وفي تفاصيل مثيرة كشفها المتحدث الرسمي للأحوال المدنية محمد بن جاسر الجاسر، تشمل القائمة المحظورة عشر فئات مختلفة من الأسماء، بدءاً من الأسماء المختصة بالله عز وجل مثل "الرحمن" و"ملك الملوك"، وصولاً إلى أسماء الأندية الرياضية مثل "الهلال" و"النصر". وقال الجاسر بحزم: "لا يتم تسجيل أسماء المواليد غير الجائزة شرعاً والأسماء غير الملائمة اجتماعياً"، بينما يروي أحمد السعدي، أب جديد من الرياض، معاناته: "اضطررت لتغيير اسم طفلي ثلاث مرات حتى تم القبول أخيراً".
هذا القرار الجذري لم يأت من فراغ، بل يستند إلى جذور عميقة في التراث الإسلامي، تماماً كما فعل الخليفة عمر بن الخطاب عندما غيّر أسماء بعض الصحابة من أسماء الجاهلية. وتكشف الوثائق الرسمية أن الهدف هو مواجهة التأثيرات الأجنبية المتزايدة التي تهدد الهوية الثقافية، حيث تضم القائمة الممنوعة أسماء مثل "ليندا" و"نانسي" و"راما". د. عبدالله الفوزان، أستاذ الفقه الإسلامي، يؤكد: "هذه القرارات تحمي أطفالنا من أسماء قد تسبب لهم مشاكل مستقبلاً في هويتهم الدينية والثقافية".
التأثير المباشر لهذا القرار بدأ يظهر جلياً في الحياة اليومية للعائلات السعودية، حيث تشهد مكاتب الأحوال المدنية طوابير أطول من المعتاد، مع أصوات الختم الأحمر "مرفوض" التي تتردد يومياً. مريم الحربي، موظفة أحوال مدنية، تصف المشهد: "نشهد عشرات حالات الرفض يومياً، ووجوه الآباء المتوترة تحكي قصصاً مؤلمة من الخوف والقلق". المثير أن انتشر الخبر بسرعة البرق في مجروعات الأمهات على الواتساب، مما أدى إلى بحث محموم عن بدائل الأسماء، وازدهار غير متوقع لسوق استشارات الأسماء حيث تساعد د. فاطمة الزهراني، خبيرة الأسماء العربية، مئات العائلات يومياً في اختيار أسماء مناسبة.
هذا التحول الجذري في منظومة الأسماء السعودية قد يكون بداية لثورة حقيقية تعيد الاعتبار للأسماء العربية الأصيلة، مع توقعات بانتشار هذا الاتجاه في دول الخليج المجاورة. على الآباء الجدد الآن مراجعة قوائم الأسماء المعتمدة بعناية قبل التسجيل، واستشارة أهل العلم عند الحاجة لتجنب صدمة الرفض المؤلمة. والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة: هل سيقود هذا القرار الصارم لجيل جديد يفخر بهويته الأصيلة... أم سيواجه مقاومة خفية من عشاق الأسماء الأجنبية؟