في تطور مفصلي هز أروقة البيت الأبيض، واجه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برفض قاطع لم يتوقعه أحد - موقف صلب كالصخر تجاه القضية الفلسطينية صدم الإدارة الأمريكية وأذهل العالم. 75 عاماً من المعاناة الفلسطينية انتهت بثلاث كلمات سعودية حاسمة: "غير قابل للمساومة"، في لحظة تاريخية ستحدد مسار المنطقة للعقد القادم.
وسط أجواء متوترة في قاعات الاجتماعات المغلقة، كان ترامب يتوقع مرونة سعودية مقابل صفقات بمليارات الدولارات معلقة بين البلدين. لكن ولي العهد فاجأ الجميع بموقف حازم وواضح: لا تطبيع دون حل الدولتين وفق إطار زمني محدد يضمن قيام الدولة الفلسطينية. "شاهدت الصدمة على وجوه المفاوضين الأمريكيين عندما أدركوا أن السعودية لن تساوم على دم فلسطين"، يروي دبلوماسي حضر الاجتماع. وبحسب تقرير أكسيوس الأمريكي، فإن الموقف السعودي لم يتغير رغم الضغوط الهائلة.
هذا الثبات ليس وليد اللحظة، بل امتداد لتاريخ طويل من المواقف المبدئية السعودية. فكما صمد الملك فيصل رحمه الله أمام الضغوط الأمريكية عام 1973 وفرض حظراً نفطياً دعماً لفلسطين، يعيد ولي العهد اليوم كتابة التاريخ بنفس الصلابة. الخبراء يؤكدون أن هذا الموقف سيعزز المكانة السعودية كقائدة للعالم الإسلامي، خاصة أن المملكة قادت مؤخراً حشداً دولياً للاعتراف بالدولة الفلسطينية وإيقاف حرب غزة.
في الشارع العربي، يتنفس الملايين الصعداء ويشعرون بالفخر لموقف يعيد لهم الكرامة المفقودة. "نحن فخورون بموقف قيادتنا الحكيمة التي لم تساوم على مبادئنا رغم الإغراءات"، تقول سارة الفلسطينية اللاجئة في لبنان. وبينما تواجه المملكة ضغوطاً متزايدة قد تؤثر على ملفات اقتصادية مهمة مع واشنطن، إلا أن الرهان على أن الموقف المبدئي سيحقق مكاسب استراتيجية أكبر على المدى الطويل. النتيجة المتوقعة: تعزيز الموقف العربي الموحد وضغوط دولية متزايدة على إسرائيل للقبول بالحل العادل.
اليوم، تقف السعودية على مفترق طرق تاريخي أثبتت فيه أن المبادئ أهم من المصالح الآنية، وأن الحق الفلسطيني خط أحمر لا يمكن تجاوزه. هذا الموقف الصلب كالجبال سيرسم ملامح الشرق الأوسط الجديد، حيث تقود المملكة مساراً لا رجعة فيه نحو العدالة والسلام الحقيقي. فهل ستصمد هذه القيادة الشجاعة أمام العاصفة القادمة، أم أن العالم على موعد مع تحول جذري يعيد للحق صوته المسموع؟