في لحظة تاريخية مشرقة، شهدت جامعة الأمير سلطان تخريج 616 خريجاً وخريجة في حفل مهيب برعاية أمير منطقة الرياض، ليدخل هؤلاء الشباب السعوديون سوق العمل كقوة جديدة لتحقيق رؤية المملكة 2030. هذا الرقم المذهل يعكس 22 عاماً من التميز الأكاديمي تُوجت بإنجاز يضع المملكة في المقدمة التعليمية إقليمياً وعالمياً. بينما تتسارع وتيرة التطوير والتحديث في المملكة، يدخل هؤلاء الخريجون معركة البناء والتقدم مسلحين بالعلم والعزيمة.
رعى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز الحفل الذي ضم 540 خريج بكالوريوس من الدفعة الثانية والعشرين و76 خريج ماجستير من الدفعة السابعة عشرة. خالد الرياضي، خريج هندسة الحاسوب الذي حقق معدلاً مذهلاً بلغ 4.8، يصف لحظة تسلم الشهادة قائلاً: "شعرت وكأنني أحمل مفتاح المستقبل بين يدي، خاصة بعد حصولي على عرض عمل في شركة أرامكو قبل التخرج". وأشار رئيس الجامعة الدكتور أحمد اليماني إلى أن "الجامعة تربط برامجها الاستراتيجية برؤية المملكة 2030"، مؤكداً التزام المؤسسة بتعزيز جودة التعليم والابتكار.
هذا الإنجاز ليس مجرد حفل تخرج عادي، بل يمثل ثمرة استثمار طويل المدى في التعليم العالي السعودي. مثل بناة الحضارة الإسلامية في العصر الذهبي، يتخرج هؤلاء الشباب ليبنوا مستقبل المملكة في عصر التحول الرقمي والتنويع الاقتصادي. نورا المحيميد، خريجة إدارة الأعمال، تجسد هذا الطموح حيث تخطط لتأسيس شركتها التقنية الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، قائلة: "تعلمت في الجامعة أن الحلم بلا خطة مجرد أمنية، واليوم لدي الخطة والعزيمة". كما أعرب الخبراء عن توقعاتهم بأن هؤلاء الخريجين سيلعبون دوراً محورياً في قطاعات حيوية مثل التقنية والطاقة المتجددة والسياحة.
سيدخل هؤلاء الـ616 خريجاً سوق العمل السعودي في وقت تشهد فيه المملكة نمواً اقتصادياً متسارعاً وفرصاً استثمارية هائلة. عبدالله السالم، والد أحد الخريجين، لا يخفي دموع الفرحة وهو يقول: "رأيت في عيني ابني اليوم بريق الأمل والطموح، وأعلم أنه سيكون جزءاً من قصة نجاح الوطن". وتشير الإحصائيات إلى أن خريجي الجامعات السعودية يحصلون على فرص عمل بنسبة تفوق 80% خلال السنة الأولى من التخرج. د. سارة العتيبي، أستاذة في كلية إدارة الأعمال، تؤكد أن طلابها مؤهلون لمواجهة تحديات السوق والمساهمة في التنمية المستدامة التي تسعى إليها رؤية 2030.
هذا الحفل التاريخي يمثل نقطة انطلاق لـ616 حلماً يتحول إلى واقع، و616 قصة نجاح في طور الكتابة. كما وجه سمو الأمير فيصل الخريجين داعياً إياهم "ليكونوا عناصر فاعلة في تحقيق رؤية المملكة 2030 وخدمة الدين والملك والوطن". بهذا التوجيه السامي والعزيمة الصادقة، نتطلع إلى رؤية إنجازات هؤلاء الخريجين وهم يساهمون في بناء مستقبل مشرق للمملكة العربية السعودية. هل ستكون السنوات القادمة شاهدة على تحول هؤلاء الخريجين إلى قادة وروّاد في مختلف القطاعات؟