في قرار مفاجئ هز مشاعر ملايين العائلات، أعلنت السعودية عودة تأشيرات الزيارة العائلية برسوم جديدة تصل إلى 8000 ريال للسنتين - مبلغ يعادل راتب شهر كامل لموظف متوسط. بنقرات قليلة على الهاتف، يمكن لملايين المقيمين إنهاء سنوات من الفراق المؤلم، لكن بثمن قد يصدم الكثيرين. النظام متاح الآن، والطلبات تتزايد بالآلاف يومياً، فهل ستكون هذه فرصة ذهبية أم عبء مالي جديد؟

أم فهد، البالغة من العمر 55 عاماً، لم تر والديها منذ 3 سنوات بسبب تعقيد الإجراءات والرسوم المرتفعة. "شعرت بالصدمة عندما رأيت الرسوم الجديدة، لكن الحنين أقوى من كل شيء"، تقول وهي تمسح دموعها. النظام الإلكتروني الجديد عبر منصة وزارة الخارجية يتطلب خطوات بسيطة: تعبئة بيانات المقيم والزائر، والحصول على موافقة جهة العمل، لكن الرسوم المتدرجة من 300 ريال للزيارة القصيرة حتى 8000 ريال لسنتين تثير قلق آلاف العائلات.

هذا القرار يأتي ضمن رؤية السعودية 2030 للتحول الرقمي وتطوير الخدمات الحكومية، بعد التوقف المنتظم خلال موسم الحج. مقارنة بالنظام السابق، تمثل هذه الرسوم زيادة تاريخية تصل إلى 2500% في بعض الفئات، مما يجعلها مثل ثمن تذكرة سفر داخلية، لكن للقلوب المشتاقة. خبراء القانون الدولي يؤكدون أن "النظام الجديد يحقق التوازن بين التيسير على المقيمين والضوابط الأمنية"، مع توقعات بتحسن مستمر في الخدمة.

محمد العتيبي، مهندس مقيم، نجح في استقدام عائلته بالكامل عبر النظام الجديد خلال أسبوع. "النظام سريع مثل البرق مقارنة بالماضي، لكن تكلفة 5000 ريال للسنة تحتاج تخطيط مسبق"، يوضح محمد. التأثير على الحياة اليومية واضح: العائلات تحتاج ميزانية أكبر، لكنها تحصل على راحة نفسية وتخطيط أسهل للزيارات. متطلبات الزائر تشمل جواز سفر صالح لستة أشهر مع صفحتين فارغتين - مهلة حرجة قد تفسد خطط آلاف العائلات إذا لم يتم التحضير مبكراً.

النظام الجديد يمثل نقطة تحول تاريخية في خدمات الزيارة العائلية، مع توقعات بزيادة حركة السفر وتحسن الروابط العائلية رغم التحديات المالية. ابدأ بتحضير المستندات الآن، لا تؤجل لم شمل العائلة - فالنظام متاح والفرصة مفتوحة لمن يستطيع دفع الثمن. السؤال الذي يطرح نفسه: هل ستكون الرسوم الجديدة حاجزاً أمام لم الشمل، أم جسراً نحو مستقبل أفضل للعائلات؟