كشفت مدينة القدية الترفيهية عن قرب افتتاحها الرسمي، لتصبح أول مدينة في العالم مصممة بالكامل وفق مفهوم "اللعب". هذا الحدث الحصري والعاجل يُقام لأول مرة، وقد انتظره السعوديون بفارغ الصبر. عند مشاهدته، سيشعر الجميع بالفخر، في خطوة تهدف أيضاً لتوفير 325 ألف فرصة عمل للمواطنين السعوديين عبر أكثر من 200 تخصص وظيفي متنوع.
أظهرت لقطات حديثة نشرتها إدارة المشروع تقدماً ملحوظاً في الأعمال الإنشائية التي وصلت مراحلها النهائية، حيث برزت معالم الوجهة الترفيهية الفريدة التي تجمع بين الرياضة والثقافة والتسلية في مجمع واحد متكامل.
يمثل هذا الإعلان نقطة تحول حاسمة في مسيرة التطوير الاقتصادي ضمن رؤية المملكة 2030، حيث تسعى القيادة السعودية لتنويع مصادر الدخل وإيجاد بدائل اقتصادية مستدامة. وتبرز القدية كنموذج رائد للاستثمار في صناعة الترفيه والسياحة، قطاعين يشهدان نمواً متسارعاً على المستوى العالمي.
تشمل الفرص الوظيفية الجديدة تخصصات واسعة تتراوح بين إدارة المرافق الترفيهية والضيافة والخدمات التقنية والأمن والسلامة، إضافة للوظائف الإدارية والتسويقية واللوجستية. هذا التنوع يفتح المجال أمام شرائح متعددة من المجتمع السعودي للمشاركة في هذا المشروع الطموح.
وضعت إدارة القدية استراتيجية شاملة لاستقطاب المواهب الشابة السعودية وتأهيلها للعمل في بيئة ترفيهية عالمية المستوى، مع التركيز على تطوير المهارات التخصصية التي يتطلبها هذا القطاع الحيوي. كما تهدف لخلق نظام بيئي متكامل يدعم ريادة الأعمال والابتكار في مجال الترفيه.
ستضم المدينة مجموعة متنوعة من المعالم الترفيهية والرياضية، بما في ذلك مدن ملاهي عالمية ومرافق رياضية متطورة ومساحات ثقافية تفاعلية. هذا التنوع مصمم لجذب زوار من مختلف الأعمار والاهتمامات، مما يعزز من قدرة المشروع على تحقيق أهدافه الاقتصادية والاجتماعية.
من المتوقع أن تلعب القدية دوراً محورياً في تحويل منطقة الرياض إلى مركز ترفيهي إقليمي وعالمي، مما سيعزز من التدفقات السياحية ويحفز النمو في القطاعات المساندة مثل الفندقة والمطاعم والنقل والتجارة التجزئة.
تتضمن رؤية المشروع أيضاً جذب استثمارات خارجية كبيرة من شركات الترفيه العالمية، مما سيسهم في نقل التقنيات والخبرات المتقدمة إلى السوق السعودي. هذا النهج سيمكن الكوادر السعودية من اكتساب مهارات متخصصة تؤهلها للعمل في أسواق الترفيه العالمية.
يأتي التزام القدية بتوظيف 325 ألف سعودي في إطار سياسة حكومية أوسع تهدف لزيادة مشاركة المواطنين في سوق العمل، خاصة في القطاعات الناشئة والواعدة. ويتوقع أن يسهم هذا المشروع في خفض معدلات البطالة بين الشباب وتوفير مسارات مهنية جديدة ومتطورة.
تشير الدراسات الاقتصادية إلى أن مشاريع الترفيه الكبرى تحفز النشاط في أكثر من 15 قطاعاً اقتصادياً مختلفاً، من خلال سلاسل التوريد والخدمات المساندة. وهذا ما يجعل القدية محركاً اقتصادياً متعدد الأبعاد يتجاوز تأثيره القطاع الترفيهي المباشر.
ستسهم المدينة في ترسيخ صورة المملكة كوجهة ترفيهية وثقافية متقدمة، مما يعزز من جاذبيتها للسياح والمستثمرين الدوليين. كما ستوفر منصة لعرض الثقافة السعودية المعاصرة والتراث الوطني بأساليب عصرية وتفاعلية تواكب توقعات الجيل الجديد.
يعد موقع القدية الاستراتيجي قرب العاصمة الرياض ميزة تنافسية مهمة، حيث يسهل الوصول إليها من مختلف مناطق المملكة ودول الخليج المجاورة. هذا الموقع سيجعلها مقصداً مثالياً للرحلات العائلية والسياحة الداخلية، مما يدعم أهداف التنمية السياحية المحلية ويقلل من السفر للخارج لأغراض الترفيه.