في مشهد أذهل المراقبين حول العالم، نجح صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان في قطع الطريق على محاولة إعلامية مفضوحة لإحراجه، عندما واجهته مذيعة قناة ABC الأمريكية بأسئلة استفزازية بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترمب. الرد الحاسم لولي العهد لم يكتف بإسكات المذيعة فحسب، بل كشف عن المعايير المزدوجة الصارخة في الإعلام الأمريكي، في الوقت الذي تتجاهل فيه نفس القناة جرائم الحرب الإسرائيلية ضد عشرات الآلاف من الضحايا الفلسطينيين.
بثبات يذكر بصلابة الجبال، قطع الأمير محمد بن سلمان كل محاولات المناورة والالتفاف، مجيباً بوضوح تام: "لقد اتُخذت الإجراءات القضائية اللازمة، وحوكم المتورطون، والمملكة لا تتسامح مع القتل، وقمنا بإصلاحات تكفل عدم تكرار مثل هذا الأمر مرة أخرى." أحمد الصحفي، الذي يتابع الأحداث من الرياض، علق قائلاً: "شعرت بفخر عارم وأنا أرى سمو ولي العهد يتعامل بهذا الحزم والوضوح، إنه يمثلنا جميعاً بشرف."
المفارقة الصادمة تكمن في أن نفس هذه المذيعة - التي وصفها الرئيس ترمب بـ"المذيعة السيئة" - لم توجه ولو سؤالاً واحداً لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو عن مقتل عشرات الآلاف من الأطفال والنساء الفلسطينيين، رغم زياراته المتكررة للولايات المتحدة. هذا الصمت المطبق يكشف عن تحيز مؤسسي عميق في الإعلام الأمريكي، كما أكدت الدكتورة فاطمة المحللة السياسية: "ما حدث اليوم مثال حي على كيفية مواجهة الضغوط الإعلامية بالحكمة والثبات."
انتشر الفيديو كالنار في الهشيم عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث امتلأت التعليقات بعبارات الفخر والإعجاب من المواطنين السعوديين والعرب. سعد المغترب، الذي يعيش في الولايات المتحدة، كتب على حسابه: "أخيراً رأى الأمريكيون قائداً عربياً لا ينحني أمام الضغوط." هذا الموقف لم يعزز فقط من مكانة المملكة دولياً، بل رفع الروح المعنوية للملايين من العرب الذين يشعرون بالإحباط من التحيز الإعلامي المستمر ضد قضاياهم العادلة.
في نهاية المطاف، أثبت هذا الحدث أن القيادة السعودية الحكيمة قادرة على تحويل محاولات الإحراج إلى انتصارات دبلوماسية. الأمير محمد بن سلمان لم يكتف برد السؤال، بل نجح في تسليط الضوء على النفاق الإعلامي الغربي وتعزيز مكانة المملكة كقوة إقليمية مؤثرة لا تساوم على كرامتها. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: متى سيتعلم الإعلام الأمريكي معنى الإنصاف والمعايير الموحدة؟