تستعد محافظة شبوة اليمنية لتحقيق نقلة تاريخية في قطاع الطاقة، حيث اقتربت من إنهاء أزمة الكهرباء المزمنة بواسطة محطة طاقة شمسية اليمن العملاقة التي تضم 85 ألف لوح شمسي ووصلت نسبة إنجازها إلى 85%، بينما تغرق مدينة عدن في الظلام لمدة تصل إلى 11 ساعة يومياً وسط استمرار أزمة انقطاع التيار الكهربائي.
وبحسب المهندس ماهر عبدالوهاب المؤذن المشرف على المشروع، فإن المحطة المركزية للطاقة الشمسية في شبوة ستدخل حيز التشغيل خلال الشهرين القادمين، مما سيجعل شبوة أول محافظة يمنية تعتمد على توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية كمصدر أساسي للطاقة العمومية.
تتمتع المحطة الشمسية بقدرة إنتاجية استثنائية تصل إلى 53.1 ميجاوات، مع إمكانية تخزين 15 ميجاوات إضافية، وتنتشر ألواحها الشمسية البالغ عددها أكثر من 85 ألف لوح على مساحة شاسعة تتجاوز 600 ألف متر مربع. كما تشمل المحطة 6 محطات تحويل رئيسية تضمن توزيع الطاقة بكفاءة عالية على مختلف مديريات المحافظة.
وفي المقابل، تواجه مدينة عدن واقعاً مختلفاً تماماً، حيث شهدت المدينة انقطاعاً في التيار الكهربائي وصل إلى 11 ساعة في مناطق الطافي، بينما سجلت مناطق اللاصي حوالي ساعتين من الانقطاع. وتتوقع التقارير المحلية أن يرتفع الانقطاع المبرمج إلى 12 أو 13 ساعة قبل الفجر، مما يعكس عمق الأزمة الكهربائية التي تعانيها المدينة الساحلية.
يعتمد التوليد الحالي في عدن على محطتين فقط، حيث تولد محطة الرئيس العاملة بالنفط الخام 65 ميجاوات، بينما تنتج محطة المنصورة العاملة بالمازوت 40 ميجاوات، ليصل إجمالي التوليد المتاح إلى 105 ميجاوات فقط، وهو رقم متواضع مقارنة باحتياجات المدينة المتزايدة.
يأتي مشروع شبوة الطموح ضمن إطار التعاون بين اليمن والإمارات العربية المتحدة، التي قدمت الدعم اللازم لإنجاح هذا المشروع الحيوي الذي لا يقتصر دوره على توفير الطاقة النظيفة فحسب، بل يسهم أيضاً في خلق فرص عمل جديدة لشباب المنطقة ويعزز جهود التنمية المستدامة في المحافظة.
وقد بدأت المحافظة فعلياً في تغذية عدة مديريات بالطاقة النظيفة، حيث تم ربط مديريات الصعيد وحبان والروضة وميفعة وجردان بالمحطة الشمسية، مع الاستعداد لربط مديريات نصاب ومرخة وحطيب ومدينة مصينعة وضواحيها بشكل تدريجي وفقاً للبرنامج الزمني المحدد مسبقاً.
تمثل هذه النقلة النوعية في شبوة نموذجاً يحتذى به للاستثمار في مجال الطاقة المتجددة في اليمن، والتي من المتوقع أن تسهم في تحسين البنية التحتية للطاقة وبداية الاستغناء تدريجياً عن محطات الطاقة التقليدية العاملة بالوقود المكلف والملوث للبيئة.