شهدت أسواق الذهب العالمية حالة من الاستقرار عند مستويات تاريخية مرتفعة خلال تداولات الأسبوع الأول من سبتمبر 2025، حيث حافظ المعدن النفيس على مكاسبه القوية وسط توقعات متصاعدة من الخبراء بوصول سعر جرام الذهب عيار 21 إلى مستويات قياسية جديدة قد تصل إلى 3700 دولار للأونصة بنهاية العام الجاري.

تحققت هذه التوقعات بناءً على تحليلات محللة المعادن الثمينة في بنك ستاندرد تشارترد، سُكي كوبر، التي أكدت أن المعدن الأصفر يدخل موسماً قوياً من حيث الاستهلاك العالمي، مدعوماً بتوقعات خفض الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة خلال الشهر الجاري. وأشارت كوبر إلى أن البنك يتوقع وصول متوسط سعر الذهب اليوم إلى حوالي 3500 دولار للأونصة خلال الربع الثالث من 2025، مع صعود متوقع إلى 3700 دولار للأونصة في الربع الرابع.
على الصعيد المحلي، استقرت أسعار الذهب في مصر عند مستويات قياسية، حيث سجل الجنيه الذهب 38400 جنيه للبيع مقابل 38200 جنيه للشراء، فيما وصل سعر جرام الذهب عيار 21 إلى 4800 جنيه للبيع و4775 جنيه للشراء. هذا الاستقرار جاء بالتزامن مع تحركات الذهب عالمياً الذي لامس مستوى قياسياً عند 3508 دولارات للأونصة قبل أن يستقر عند 3533.39 دولار.

شملت الموجة الصاعدة للذهب العديد من الأسواق العربية، حيث ارتفعت الأسعار في السعودية والأردن والعراق بشكل متواز مع الاتجاه العالمي. في السعودية، سجل سعر جرام الذهب عيار 21 نحو 372.29 ريال (99.21 دولار)، فيما وصل في الأردن إلى 70.600 دينار أردني، وفي العراق بلغ 130100 دينار عراقي. هذا التقارب النسبي في الأسعار عبر المنطقة العربية يعكس التأثير المباشر للأسعار العالمية على الأسواق المحلية.
تدعم التوقعات الإيجابية لأسعار الذهب عوامل اقتصادية متعددة، أبرزها الترقب لقرارات الفيدرالي الأمريكي بشأن خفض أسعار الفائدة في سبتمبر 2025، والذي يعزز من جاذبية الذهب كاستثمار بديل. كما ساهم ارتفاع المعدن النفيس بنسبة 32.5% منذ بداية العام الجاري في تعزيز ثقة المستثمرين بأدائه كملاذ آمن في ظل التقلبات الاقتصادية العالمية.

على مستوى التفاصيل السعرية في السوق المصري، حافظت جميع عيارات الذهب على استقرارها النسبي، حيث سجل عيار 24 قيمة 5486 جنيهاً للبيع مقابل 5457 جنيهاً للشراء، فيما وصل سعر جرام الذهب عيار 18 إلى 4114 جنيهاً للبيع و4093 جنيهاً للشراء. أما بالنسبة للأونصة، فقد استقرت عند 170625 جنيهاً للبيع و169736 جنيهاً للشراء.
تشير البيانات الصادرة عن شعبة الذهب والمجوهرات إلى أن الاستقرار الحالي يأتي وسط توقعات بارتفاع الطلب على المعدن النفيس محلياً وعالمياً خلال الأشهر المقبلة. ومع ذلك، لوحظ تباطؤ نسبي في الطلب المحلي على المشغولات الذهبية نتيجة للارتفاعات المستمرة في الأسعار، مما دفع كثيراً من المستهلكين إلى تأجيل قرارات الشراء انتظاراً لتراجع محتمل في الأسعار.