في تطور يجعل القلوب تتسارع، تستعد أسطورة كرة القدم كريستيانو رونالدو للعودة إلى أرضية الملعب مع النصر ضد توتنهام، فيما يبقى 639 يوماً فقط تفصلنا عن وداع الرجل الذي يكسب 547,945 يورو كل يوم. هذه ليست مباراة عادية - إنها فصل من آخر فصول ملحمة عظيمة قد لا نشهد مثلها أبداً، خاصة مع إعلان رونالدو أن مونديال 2026 سيكون آخر بطولة عالمية له قبل الاعتزال النهائي.
وسط هتافات "سيييي" التي تصم الآذان في استاد المرسوم بارك، تجتاح موجة من الإثارة والترقب الجماهير السعودية والعالم البرتغالي. 200 مليون يورو سنوياً - رقم يفوق ميزانية 30 نادياً محترفاً في أوروبا، يحصل عليه اللاعب الذي غيّر مسار كرة القدم العالمية. "أحمد المطيري، 17 عاماً، مشجع نصراوي، يقول بحسرة: "كنت أحلم بمشاهدة رونالدو 10 سنوات أخرى، لكن الوقت يمضي بسرعة البرق". آلاف القمصان رقم 7 ترفرف في المدرجات كموجة ذهبية، فيما تضيء كاميرات الهواتف الاستاد كسماء مليئة بالنجوم.
هذا الانتقال التاريخي للسعودية في 2023 لم يكن مجرد صفقة رياضية، بل تغييراً جذرياً في خريطة كرة القدم العالمية. مثل انتقال بيليه لنيويورك كوزموس في السبعينات، يعيد رونالدو كتابة قوانين اللعبة في منطقة جديدة. د. محمد الشريف، خبير اقتصاد رياضي، يؤكد: "هذا العقد غيّر مستقبل الرياضة في الشرق الأوسط، وعودة رونالدو تعني إيرادات إضافية 50 مليون ريال". لكن مع اقتراب نهاية عقده في 30 يونيو 2025، تبدأ أسئلة المستقبل في الظهور بقوة.
في أحياء الرياض والبرتغال على حد سواء، يصطحب الآباء أطفالهم للاستادات لأول مرة في حياتهم، عالمين أن هذه لحظات لن تتكرر. مانويل سانتوس، مشجع برتغالي، سافر للسعودية 3 مرات فقط لرؤية نجمه: "هذا أكثر من مجرد لاعب، إنه تاريخ يمشي على قدمين". التأثير يتجاوز الملاعب - جيل كامل من الأطفال السعوديين يحلم بتقليد خطوات الأسطورة، بينما ترتفع أسعار التذاكر 300% وتنهار مواقع البيع الإلكترونية تحت ضغط الطلب الجنوني. كارلوس منديز، مدرب أكاديمية، يلخص الأمر: "رونالدو ألهم جيلاً كاملاً من اللاعبين الصغار".
عودة رونالدو ليست مجرد مباراة - إنها دعوة أخيرة لمشاهدة التاريخ يُكتب أمام أعيننا. ما بعد يونيو 2025 سيكون عالماً مختلفاً في كرة القدم، عالماً بدون الرجل الذي أعاد تعريف معنى العظمة. لا تضيع هذه الفرصة، اخرج من منزلك، احضر المباراة، كن جزءاً من آخر فصول الأسطورة. متى ستأتي الفرصة التالية لرؤية عبقري بهذا الحجم؟ الجواب بسيط: أبداً.
